بعد موقف بري والنصائح لبعبدا… مبادرة جديدة على خط الحكومة

نجحت الاتصالات السياسية التي تفعّلت خلال اليومين الماضيين في تخفيف حدّة التوتر بين الرئاستين الأولى والثالثة. وفيما كان رئيس مجلس النواب نبيه برّي قد أوصل رسالة إلى رئيس الجمهورية يشير فيها إلى عدم موافقته على مراسلة مجلس النواب لعقد جلسة تشريعية تبحث تأخير تشكيل الحكومة، طلب عون لقاء برّي والرئيس سعد الحريري في قصر بعبدا، في إطار مبادرة جديدة يعمل عليها عون للوصول إلى تسوية ترضي الجميع، وتحمي العهد وتعيد إطلاق عمل المؤسسات.

وفق النصائح التي تلقاها عون، فإن أي حراك من نوع توجيه رسالة إلى مجلس النواب، يعني أن هدفه سيكون حشر الرئيس المكلف وهذا سيستدعي أزمة جديدة حول الصلاحيات ستضاف إلى أزمة تشكيل الحكومة، وبالتالي فإن البلاد بغنى عن الدخول في اشتباكات جديدة. على هذا الأساس تركز اللقاء بين كل من عون وبري، وعون والحريري. إذ اعتبر عون أنه بصدد طرح مبادرة أبقيت طي الكتمان، إذا ما جرى التوافق عليها ولاقت قبولاً من قبل الأفرقاء، فإن الولادة الحكومية تصبح قريبة.

في هذا الوقت، كان الحريري قد كرر موقفه المتمسك به، مؤكداً أنه غير مستعد للتراجع، ولا تقديم أي تنازل، لأنه قدّم ما يكفي من تنازلات، واضعاً شرطاً جديداً، بأنه إذا ما أراد عون التنازل من حصته لتسمية وزير لسنة 8 آذار، فهو لا يريد أن يتمثلوا بوزير منهم، بل بشخص من خارجهم ويوافقون عليه. وكأن الحريري قد وضع مجدداً كرة التنازل في ملعب رئيس الجمهورية.

ولكن إذا ما وافق عون على هذه الخطوة، وفي ظل إصرار النواب الستة على تمثيل شخص من بينهم، فستنتقل المشكلة، من الصراع على الصلاحيات بين الرئيس المسيحي والرئيس المسلم، ستتحول إلى مشكلة سنية سنية، تأخذ المزيد من الوقت بانتظار نضوج الظروف الإقليمية، للرسو على تسوية تنجز وفق ما تميل الرياح الإقليمية وتفرض على أحد الطرفين التنازل.
ربيع سرجون – “الأنباء”