كيدكم يزيدكم غرقا

سامر ابو المنى

يقال إن المصيبة تجمع، لكن كيف للعشاق ان يجتمعوا بعدما “فختوا” دفّهم بكثرة النقر عليه بمناسبة وبدون مناسبة؟ وكيف لهم ان يتفقوا على رؤية سياسية واحدة تمكنهم من التوّحد ضمن جبهة سياسية، وهم في الأساس يعملون من دون رؤى؟ فحتى المصيبة التي لا يرون غيرها لا يقدرون ان يجتمعوا لمواجهتها.

 

صحيح أنهم مجتمعون على كره “المصيبة”، لكن كيف لهم ان يواجهوها؟ “مين جرّب المجرّب كان عقلو مخرّب”، فهم جربوا سابقا ويحاولون اليوم، أما الناس فجرّبتهم مرّة وإختبرتهم مرّات. باتوا مكشوفين عند من يعتقدون أن بإمكانهم إستغباءهم.

 

مواجهة من هو كـ”المصيبة” عليهم، تقتضي أن يكونوا أولا بمستوى تاريخها وحاضرها. عليهم ان يكونوا بقدرتها على الجمع من خلال المبادئ التي تحملها وتعمل وفقها، فليس سهلا على المرء ان يكون قائدا جامعا لو لم يكن يتحلى بالصفات القيادية، وأولها الرجولة في الموقف، والإلتزام بخيارات الناس، والدفاع عن مصالحها، والعمل على تحقيق طموحاتها، وتأمين إحتياجاتها، وصون كرامتها. فأين هم من هذه الصفات؟

 

نشارككم القول إن ثمة خللا فاضحًا، ونلتقي معكم على أن هناك واقعا مزريا بحاجة الى مراجعة، وهو في الحقيقة يتمثل في وجودكم ضمن هذه الفسيفساء وهذا التنوع الذي تستغلونه تحت حجة مواجهة ما تسمونه التفرد والتسلط والإلغاء والهيمنة الى آخر المعزوفة، لتوجيه سهام الحقد حتى وصل الأمر الى المسّ بأسس التوحيد وتقاليد الموحدين.

 

فلو كنتم مقنعين بسياستكم للناس لما احتجتم الى تشكيل جبهات وحركات وتكتلات. والتكتلات السياسية تقوم وتنجح عندما تبنى على أسس الصدق والعمل البناء والرؤية الصائبة، لا بتنفيذ أوامر خارجية لتكوين تجمّع يكون أداة بيد الغير. إقرأوا التاريخ فهو مدرسة، واستخلصوا منه العبر، فكيدكم لا يزيدكم إلا غرقا، فاتعظوا.

(الانباء)