شمعة لحضوره/ بقلم ايمان ريدان

لا أعرف لماذا شمعة ليلة السادس من كانون أول هي غير باقي الشموع. ضوءها ينير خفايا من الحنين والحبّ استوطنت البال ولم تغادره…قط.
أهو افتقاد للزاهد الذي خطف الألقاب الكبيرة، ولم يكن يريدها؟ أم للحكيم الذي حوى فكره الكثير من المعارف، وكلما زادت كان تواضعه مشابها للسنابل وغلالها.
أتساءل عن سرّ هذه القدسية. ويسكن لهيب الشمعة، وكأنه يدور في فلك مالح من دموعٕ لعيون يُفتقد نورُها، عيون محبِّة تعانق الكون، وتآخي الفلاحين والعمّال، وتحنو على المساكين، وتتحيز للنزاهة والعدل، وتتفاءل… تتفاءل بفجر قد تتأخر طلائعه في هذا الشتاء الثقيل الظلمة ، ولكنه أبدا مقبل بآمال الشعوب المقهورة، ونضالات الصامدين القلائل، والرفاق الأوفياء للعهود…
والشمعة مشتعلة، كبرت مؤونتها أم قلّت، تضافرت معها أنوار أخرى أم بقيت وحيدة، فلا بدّ من أن يترجّع الصدّى للمبادىء السامية ، حكاياتٕ كأنوار الجبل الطيب والممتنع معا، وكمرونة السهل الخصيب الذي يحفظ السالكين وآثارهم…
معلمّي، شمعةٌ ممتنة لميلادك المجيد، وقد أزهر في قلوب أهلنا تنوّرا وأصالة، وصُنّاه نحن الأبناء بنبضات القلوب وفرح المعرفة، علّ مَن بعدَنا، يهتدون بتلك المنارة التي محظوظون مَن تكون مرشدهم ومثالهم …
شمعتي لا تنطفئي، فهذه ليلة ميلاده السعيدة.

(الانباء)