هذه هي أهداف إسرائيل من عملية “أنفاق الشمال”…

أنفاق الشمال… ذريعة للتهرّب من عملية غزة وتلميع صورة نتنياهو!

مزيدٌ من الادّعاءات تكيلها إسرائيل للبنان وهذه المرة من بوابة “أنفاق حزب الله”. وكأني بها “تحركش” رغم أن قادتها يعرفون خيرَ معرفة أن لبنان بقوته الشرعية ومقاومته لن يقف متفرّجًا على أي أو عمل عدائي. ولعلّ أسوأ ما في الأمر أنّ الغرب وتحديدًا الولايات المتحدة تدعم بذرائع مختلفة هذه الخطوة التصعيدية الإسرائيليّة التي تتزامن مع استعدادات لبنان لإطلاق دورة التنقيب عن نفطه، وهو ما يربطه محللون كثيرون بخطوة إسرائيل باعتبار أنها خرجت من هذا الملفّ (النفطي) خاسرة.

ونقلت وكالة فرانس برس عن المتحدث باسم القوات الإسرائيلية، جوناثان كونريكوس، قوله إن “أنفاق الهجوم” تلك لم تكن بدأت العمل بعد، لكنها إما ستُسد وإما ستهدم. ويزعم الجيش الإسرائيلي أنه رصد أنفاقًا لحزب الله تسمح بالتسلل من لبنان إلى إسرائيل وأطلق عملية لتدميرها.

وفيما يبدو الموقف اللبناني واضحًا، ماذا يقول الغرب عن هذه العملية؟ وهل تؤيد الصحف الإسرائيلية هذه الخطوة وهي التي تدعم في معظمها محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته بتهمة الفساد؟

يربط جانبٌ من الإعلام الإسرائيلي بين هذه التهمة والعملية الأخيرة بحجّة أن على نتنياهو أن يُلهي الداخل الإسرائيلي ببطولةٍ وهمية ليخبّئ ما ينتظره أمام القضاء. وفي هذا المجال، تحدّثت هآرتس في مقال ترجمت “الأنباء” جزءًا منه عن “صراع صريح بين ليبرمان ونتنياهو حيث لا ينفكّ الأول يقلل من أهمية ما يقول الثاني، حول خطورة الحرب على غزة”.

وتتساءل الصحيفة: ” هل عملية الشمال رئيسية أم ثانوية؟ وتجيب: “على ما يبدو ليست ايًّا منهما. ولكن يوم الثلاثاء (أمس) قام أحدهم بإطلاع الصحافيين على خفايا الأحداث التي وقعت في الأشهر القليلة الماضية. ووفقًا لهذه النسخة المرويّة، هناك صلة وثيقة بين آخر التطورات في غزة وفي الشمال. وتضيف الصحيفة: “واضحٌ أن نتنياهو ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، بالغا في تحديد خطورة النفق في الشمال وذلك لإشاحة النظر عن العمل الضروري في غزة”.

وقال أشخاص شاركوا في المناقشات لصحيفة “هآرتس” إن مجلس الوزراء الأمني ​​وعدد قليل من المنتديات الأخرى تلقيا معلومات استخباراتية عن الأنفاق في الشمال في الأشهر الأخيرة. وفي 7 تشرين الثاني، كانت العملية الهندسية على الحدود اللبنانية موضع نقاش في مجلس الوزراء الأمني​​، الذي صوت للمصادقة عليها، باستثناء وزير واحد، هو ليبرمان الذي يعتقد أن العملية البرية في غزة كانت أكثر إلحاحًا”.

وتردف الصحيفة في مقالها التحليلي: ” في اجتماع مجلس الوزراء الأمني ​​في 13 تشرين الثاني، كرّس آيزنكوت حجة ضد عملية برية في غزة بدعم من نتنياهو”. وتتابع “هآرتس”: “بات معروفًا أنّ السبب الرئيس لقرار وقف عملية غزة هو أن نتنياهو وإيزنكوت كانا ضد العملية بحجة أنّ الجيش لم تكن لديه أهداف نوعية كافية لشنّ الهجوم”.

من جهتها، كتبت “نيويورك تايمز” مقالًا ترجمت “الأنباء” جزءًا منه تقول: “بدأ بعض المنتقدين على الفور في التكهن بما إذا كان التحركات العسكرية على الحدود اللبنانية تم توقيتها لتشتيت الانتباه عن المشاكل القانونية لرئيس الوزراء وتلميع صورته”.

رامي قطار- “الأنباء”