الوعي والوحدة لمواجهة الفتنة

سامر ابو المنى

لا يتطلب الأمر تحليلا ولا جهدا في القراءة، أن ما يقوم به وئام وهاب هو بأمر عمليات خارجي. ولا يعوز المرء الغوص في دهاليز السياسة وأقبيتها ليعرف أن المطلوب إيقاع الفتنة أو على الأقل تهديد وليد جنبلاط بها، وهو المعروف عنه كم بذل من جهد في الماضي لإبعاد هذه الفتنة، حتى ضاق مناصروه ذرعا من سياسة التهدئة التي اعتمدها كي لا يتمكن خصومه من تحقيق أهدافهم، مع شعور هؤلاء المناصرين بأن كرامتهم مهددة بهذه الاستفزازات التي تحصل عند كل استحقاق أو محطة.

 

يعمل وئام وهاب منذ ارتبط بالمخابرات السورية على محاولة تأجيج الخلافات داخل طائفة الموحدين الدروز من خلال ممارسات يخطط لها في دمشق، وهذا معروف عند الجميع. فيما يعمل وليد جنبلاط على درء خطر مخططات دمشق عبر الاحتكام دائما الى الدولة ومنع أي ردة فعل شعبية، وبهذا المعنى أعلن تأييده لأجهزة الدولة الأمنية والقضائية والاجراءات التي اتخذها الجيش بحق عناصر وهاب المدججين بالسلاح الذين قاموا بمسيرات سيارة في قرى الشوف الأعلى.

 

لم ينس أهل الجبل بعد تهديدات رأس النظام السوري بتدمير الجبل على رأس وليد جنبلاط، ولم ينس جمهور وليد جنبلاط الضغوط والأحداث منذ الخروج السوري، وهم يعلمون علم اليقين من هي الأداة التنفيذية لتهديدات بشار الأسد.

 

يحاول وهاب اليوم استغلال دم محمد ابو دياب الذي سقط برصاص “صديق” بحسب القوى الأمنية، وهو ما سيوضحه التحقيق العسكري. وبالتالي يسعى الى تحويل نفسه من موقع المتهم الى موقع الضحية، علّه يحقق كسبًا بوجه الدعوة القضائية المقامة ضده من محامي تيار المستقبل، أو تحقيق مكسب شعبي من خلال التعاطف معه.

 

المسألة أكبر بكثير من “مشهد الجاهلية”. ثمة مخطط قديم – جديد بتطويع الجبل والسيطرة على قراره، حتى لو كلف ذلك “تذابح” أبناء الطائفة في ما بينهم. لم يُسجل التاريخ يومًا أن عميلا حفظ أهله وأبناء جلدته، وتاريخ طائفة الموحدين الدروز أثبت أن ما يحفظ الطائفة ويحميها هي وحدة أبنائها والإلتفاف حول قيادتهم، التي لا داعي للتذكير بمواقفها وتاريخها في حفظ كرامة الطائفة وإبعاد الفتن عنها.

 

المطلوب اليوم وبقوة، الوعي ثم الوعي ثم الوعي، والوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة، فالمحن لا تواجه إلا بالوعي والوحدة.