رسالة فاتيكانية بالغة الخطورة… تذكّروا تحذيرات جنبلاط

في الوقت الذي يتلهى فيه الأفرقاء اللبنانيون، بالمعمعة الحكومية. تأتي رسالة بالغة الأهمية من الفاتيكان. الوفد اللبناني الذي زار الفاتيكان قبل أيام والتقى الحبر الأعظم ووزير الخارجية، سمع كلاماً لم يتفوّه به أحد من قبل. فحوى الكلام، ما كان يتخوف منه دوماً رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، والذي حذّر أكثر من مرة من متاجرة بعض القوى بموضوع اللاجئين السوريين.

لا ينفصل كلام وزير خارجية الفاتيكان، عن تخوف جنبلاط من إجراء عملية تغيير ديمغرافي وتنظيم بشري. إذ أن الرسالة الفاتيكانية تعبّر عن قلق على الوضع اللبناني ربطاً بتطورات المنطقة، وخاصة ما يجري في سوريا، وما قاله الوزير كان واضحاً إلى حدّ بعيد، فيما يتعلّق بملف اللاجئين السوريين، إذ عبّر عن معطيات لديهم بأن لا المجتمع الدولي ولا النظام السوري يريدان إعادة اللاجئين. وأكثر من ذلك يعتبر الوزير الفاتيكاني أن رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي سيبقى على رأس نظامه إلى فترة ليست قصيرة، لا يرغب بأن يبقى رئيساً على العدد السكاني لسوريا الذي كان قبل إنطلاق الأحداث. وهذا يعني أن النظام السوري، بحسب الفاتيكان، يعمل على إعادة تغيير ديمغرافي ممنهجة ولذلك وضع القانون رقم عشرة قبل فترة، والذي يفسح المجال أمام النظام لتحقيق ما يريده من إعادة فرز سكاني في سوريا، لترجيح كفة طرف على آخر.

تلقى جنبلاط الرسالة الفاتيكانية بفائق الأهمية، ولذلك سارع إلى التعبير عن وجوب إنجاز تجديد التسوية اللبنانية للحفاظ على إستقرار الوضع الداخلي، بمعزل عن الدخول في حسابات ضيقة ومصلحية، لأن ربما ما هو آت على المنطقة ولبنان من ضمنها أسوأ بكثير مما جرى، خاصة أن عملية إعادة الفرز الديمغرافي والسكاني في سوريا، قد لا تنحصر هناك، خاصة مع ذوبان حدود سايكس بيكو وتقدّم محور حلفاء النظام السوري على حساب خصومهم، ولذلك لا بد من اتخاذ إجراءات وقائية لحماية لبنان واللاجئين أيضاً الذين لا يريد النظام لهم العودة إلى مناطقهم الأصلية.

ربيع سرجون – “الأنباء”