عيد… بأيّ حال عدت يا عيد؟/ بقلم لمى حماد

على مشارف الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني، وبعد مضي 75 عاما على نيل لبنان استقلاله، سؤال يُطرح.
ما الذي تغير مذ ذلك الحين وحتى اليوم ؟
قبل العام 1943 كان لبنان يرزح تحت نير الاستعمار الفرنسي، أما اليوم فهو مستعمر بطريقة أخرى، ومحكوم بالفساد والطائفية والارتهان للخارج .
لا حكومة تسهر على مصالح اللبنانيين، وتقرّ الإصلاحات، لأن الاستحواذ على الحصص الوزارية هو الهم الوحيد لدى بعض الأطراف السياسية، ولو على حساب الاستمرار في تعطيل البلد وتأخير ولادة الحكومة. وفي المقابل تراجع خطير في عجلة الاقتصاد، ينذر بالأسوأ، وتلويح بتعديل سلسلة الرتب والرواتب أو بالتراجع عنها، الأمر الذي يزيد من تفاقم الأزمة الاقتصادية .
سنة جديدة يعود فيها الاستقلال إلى لبنان ليجد أن الوضع  ما زال على حاله، لا بل أسوأ من ذي قبل. لبنانيون مخفيّون قسرا، ولا من يسأل أو يهتم، عائلات ترزح تحت خط الفقر ، أزمة كهرباء لا حل لها في المدى المنظور ، عجقة سير خانقة، وآخر طرائفها، ولادة طفل في الشارع بسبب تعذّر وصول والدته إلى المستشفى، شوارع مغمورة بالمياه والمجارير مع كل زخة مطر، … وغيرها الكثير من القضايا القديمة… الجديدة .
بعد  75 عاما نتساءل ماذا حققنا للوطن؟ ونخجل أن نجيب… فعذراً أيها الاستقلال! عذراً لأن حب الذات والمنفعة الشخصية طغيا على حب الوطن والانتماء إليه. عذراً لأننا، وبدل النهوض بلبنان من كبوته، والعبور به من دولة الطوائف إلى دولة الشعب الواحد ليغدو منارة للشرق الأوسط، كما أراد له المعلم الشهيد كمال جنبلاط، نجد أنه يتم تعزيز مفهوم الطائفية قولا وفعلاً، يوماً بعد يوم، وزيادة عمق الهوة التي انزلق إليها البلد بفعل المسؤولين من أبنائه. حتى باتت المرحلة التي يعيشها لبنان اليوم هي الأصعب في تاريخه.
نهلل لقدومك بإقامة المنصات والاستعراضات العسكرية ورفع الأعلام… فيما المعنى الحقيقي للاستقلال ما زال غائباً عنا. والحال في لبنان هي الحال …
(الأنباء)