الشرق الأوسط وخرائط الدّم

صدر عن دار الفارابي كتاب جديد للدكتور طارق عبود بعنوان: “الشرق الأوسط وخرائط الدم: دور الولايات المتحدة في صناعة الإرهاب”.

وجاء في تعريف الكتاب: “لم يخرج تقسيم منطقة الشرق الأوسط من ذهن أصحاب القرار في الولايات المتحدة، وسعوا جاهدين بكل ما أوتوا من قوة لإزالة حدود سايكس بيكو، وإعادة ترتيب المنطقة وحدودها بناءً للرؤية الأميركية، ورسم خرائط الدول والكيانات الجديدة بدماء أبنائها. وشكلت حادثة الحادي عشر من أيلول بوابة كبيرة للولوج إلى هذا المشروع بحجة محاربة “الإرهاب الإسلامي”، بعد انتهاء صلاحية ورقة الإسلاميين الذين أدّوا دورهم كاملاً في مقاومة الاحتلال السوفياتي.

وفي العام 2011 فُتنت الشعوب بسحر الثورة وشعاراتها، من خلال ما سُمّي بـ”الربيع العربي” الذي استحالت معه المنطقة بؤرة نار ودخان وقتل وتهجير وتوحش.

لقد أدى “الجهاد العالمي” في هذه المرحلة دوراً مركزياً ومؤثراً عبر مختلف مكوناته.

ولكن الأكثر بروزاً، كان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”. وكان الأداة الأفعل للأميركيين في تنفيذ مشروعهم لإعادة تقسيم حدود المنطقة بالمقص الأميركي.

لقد التقى المشروعان التكفيري والأميركي في العام 2011 واستفاد كل طرفٍ من الآخر، مع وجود اختلاف في أهداف كل منهما، وتمّ خلق الفوضى البناءة في التعبير الأميركي، وإدارة التوحش في القاموس “الجهادي” وصولاً إلى الهدف الأساس من المشروع، وهو سوريا والعراق، لفصل سوريا بداية عن محور المقاومة، واستفراد كل عضو فيه على حدة، مما يتيح للأمير كيين و”إسرائيل” وحلفائهما من السيطرة العسكرية والسياسية على الشرق الأوسط الجديد الذي كان سيولد من جراء التقسيم المحدث الذي سيتمخض عن كيانات طائفية وعرقية ومذهبية. هذا المشروع كان الأداة التنفيذية فيه تنظيم القاعدة، الذي تفرّع عنه عدد من الجماعات، أهمها تنظيما داعش والنصرة.

تمحورت الإشكالية الرئيسة في الكتاب حول مشروع التقسيم الجديد الذي وضعه “برنارد لويس”، ثم طوّره العقيد “رالف بيترز” من خلال دراسته الموسومة بـ “حدود الدم، كيف سيكون الشرق الأوسط بحلته الأفضل”. بالإضافة إلى الدعم الأميركي والحلفاء للتنظيمات الإرهابية، وكشف تمويلها، وانتقال أفرادها، ودعمها إعلامياً وسياسياً في المحافل الدولية، وفي مجلس الأمن، وفي الجامعة العربية. حاولنا إثبات ذلك من خلال الوثائق والأدلة التي تخرج الحديث من كونه اتهاماً لفظياً وسياسياً، إلى التركيز على الوقائع التي تثبت هذا الاتهام، ليصبح دليلاً ومرجعية تاريخية للمرحلة الأكثر خطورة التي مرت بها الأمة.
يقع الكتاب في 580 صفحة.

موقع الدار: www.dar-alfarabi.com