ما الجديد على خط بعبدا – حارة حريك؟

على الرغم من جمود الحراك على خطّ عملية تشكيل الحكومة، وفي ظل إصرار الرئيس المكلف سعد الحريري على رفض توزير سنة الثامن من آذار، إلا أن بعض المعطيات الإيجابية برزت أخيراً لتخفيف حدّة التوتر على خطّ بعبدا – حارة حريك.

وتشير مصادر متابعة إلى إن اتصالات مشتركة بين الطرفين، وبين حزب الله والتيار الوطني الحرّ، جرت لوقف حملات الاتهامات على وسائل التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى تأكيد حزب الله حرصه على الحلف الاستراتيجي مع الرئيس ميشال عون، وعلى إنجاح العهد.

وهذه الإيجابيات يُفترض أن يعكسها أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله في كلمته التي سيلقيها آخر الأسبوع، والتي سيتحث فيها عن آخر التطورات، لا سيما وضع الحكومة والبحث عن سبيل للخروج من عقدة تمثيل سنة الثامن من آذار. وتشير بعض المعطيات إلى أن نصر الله سيبدي إيجابية ومرونة في حلّ هذه المعضلة، على قاعدة إيجاد قاسم مشترك، حول توزير شخصية مقبولة من قبل النواب السنة الخارجين عن تيار المستقبل ومن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف.

تستند هذه القراءات الإيجابية للوضع، إلى الزيارة التي قام بها البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى بكركي، والذي التقى عون وشدد على وجوب إطلاق مسيرة العهد والحفاظ على الاستقرار والوضع الاقتصادي من خلال تسهيل عملية تشكيل الحكومة.

موقف الراعي الذي اعتبر غطاءً مسيحياً لعون، لم يُرِد “حزب الله” أن يكون بعيداً عن حالة التوافق، ولم يُرِد أن يكون مسبباً لأي توتر في الشارع المسيحي، الذي وصف “حزب الله” بأنه صاحب أجندة خارجية، وهو عمل على عرقلة تشكيل الحكومة، وبالتالي تعطيل العهد لأسباب خارجية، وهذا لا يمكن للبنان أن يحتمله.

هذه الرسائل قرأها حزب الله بتمعّن، وأراد تأكيد ما يخالفها، وهذا ما تجلى في زيارة المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان إلى بكركي، حيث التقى الراعي، وأكد له حرص الطائفة الشيعية على عهد الرئيس عون، وأن حزب الله وحركة أمل أكثر من سهّل عملية تشكيل الحكومة، ويريدان الإسراع في إنجاز تشكيلها.

وهذا ما أكده قبلان من بكركي إذ قال: إن صاحب الغبطة حمّلنا رسالة إلى الأخوة في “حزب الله” أن يساعدوا في نزع العقبات، وهذا الأمر يحتاج إلى حكمة وروية حتى نساعد في معالجة قضايا الدولة والوطن، متمنياً علينا أن نسعى جاهدين مع كل القيّمين إلى المساعدة على عمل كل ما يلزم حتى تتشكل الحكومة للبدء بمعالجة قضايا الوطن والدولة”. وسئل هل يتوقع أن يتجاوب الحزب مع هذه المساعي؟ فأجاب: “الأخوة في “حزب الله” ليسوا ضد المسارعة إلى تشكيل الحكومة، هم من ينادون بهذا الأمر، ولكن القضية تحتاج إلى حوار، و”حزب الله” ينادي بهذه المسألة وبالحوار”.

*ربيع سرجون – “الأنبــاء”