في بلادي… “ما صدق المثل اللي قال…”

إياد وليد ابو خزام

أنباء الشباب

كلّما مرّ الزمن، استمرّ بعضهم بنسف كلّ شيء كوّن هذا البلد، حتى أمثاله الشعبية التي كُرّرت مراراً وتكراراً عبر التاريخ، ولم تعد تصلح في أيامنا هذه.

فما عادت “تجري الرياح ولا تشتهي السفن”! وكيف “الماء ستكذّب الغطّاس” مع كلّ هذه القمامة والتلوّث فيها؟
ما عاد “يقع حين يكبّر فشخته” فقط، بل كيفما مشى من ويل الطرقات ومصائبها.

ما عدنا نحتار من أين “سنبوس القرعة”، فالناس تقبّل ألف قرعة ويد لتبقى على قيد الحياة في الوضع المعيشي المتدني.
لم يعد هناك “تلماً أعوج”، وبات يصعب إيجاد أراضٍ زراعية، و”الثور الكبير” ذُبح وأكله أهله من جوعهم.

الديك لم يعد “يموت وعينه بالمزبلة”، فأصبح يصادف المزبلة في طريقه كيفما اتّجه. ما عاد “الذي يرى مصيبة غيره تهون عليه مصيبته”، فما باتت مصيبة أحد أهون من أحد.

ما عاد “ينشرب مع المي العكرة” قولاً، بل أصبح عرفاً، فالمياه كلّها عكرة ومليئة بالجراثيم.

“الطاسة” لم تعد ضائعة والكذب على مرأى من عين الجميع، والذي كان “يكسر يده ليشحد عليها”، ظلّ يشحد، لكن على يد الفقير التي تُكسر كلّ يوم! ما عاد الذي “يدقّ الباب يسمع الجواب”، ففي بلادي، كلّ الأبواب مقفلة حتى إشعارٍ آخر…

“قاضي الأولاد لم يشنق نفسه”، بل ارتشى، والصبر لم يعد مفتاح الفرج، بل المال مفتاحه!

إمّا انسفوا التراث والأمثال الشعبية، أو أعيدوا لي بلادي…

(أنباء الشباب، الأنباء)