أيحقُّ لطوني خليفة؟

بلا مقدّماتٍ وبلا موارباتٍ، يبدو الجواب الصريح والمباشر عن السؤال الذي ينطوي عليه العنوان: نعم. نعم كبيرة وصريحة ومتسلّحة بكثيرٍ من شواهد الماضي والحاضر. كثيرون من المشاهدين كما النقاد يطرحون على أنفسهم هذا السؤال: أيحقُّ لطوني خليفة بأن يحمل برنامجٌ اسمَه؟ أيحقُّ له بأن يجعل اسمَه في مصافِ عنوان برنامج تحتضنه شاشة “الجديد” وتشجّعه؟

من دون تملّق أو تبخير، يحمل الماضي محطاتٍ كثيرة تشهد على بصمات الرجل في فضاءات الإعلام المرئي. أكثر من ثلاثة عقود تنقّل في خلالها طوني خليفة بين الأخبار السياسية إلى برامج الألعاب والحظّ، مرورًا ببرامج الغناء وصولًا إلى البرامج الاجتماعية التي تضيء على المشكلة المُجتمعية وتسعى إلى استيلادٍ حلول لها.

اليوم، يطلّ طوني خليفة على شاشة الجديد مجددًا، تلك التي احتضنته في السنوات الأخيرة من خلال برنامج للنشر، و”العين بالعين” وصولًا إلى طوني خليفة. المميز في البرنامج أنه قائمٌ على فوضى خلّاقة تعيد رسمَ تاريخ المقدّم وكلّ ما قدّمه في قالبٍ واحد. لا “فورمات” فعليّة للبرنامج، بل جملة عناصر تبدأ بالنقد التلفزيوني، وتعرّج إلى الحالات الإنسانية، لترسوَ على الحظّ والربح. بعضهم ينظر إلى البرنامج على أنه معرًّى من الهُوية، فيما يعتبره آخرون تتويجًا لمسيرة طوني خليفة التي تعجّ بعطاءات كبيرة في حقل الإعلام المرئي.

كثيرةٌ هي المواضيع الجدليّة التي يطرحها طوني خليفة على طاولته ليل كلّ اثنين عبر شاشة الجديد. كثيرةٌ حدّ أنها تستلزم لسعًا ونقدًا قاسيًا من الإعلاميَّين جمال فياض ونورا خوري. كثيرةٌ حدّ أنها تُخرج طوني خليفة بصورةٍ عهده فيها كثيرون في برامجه الاجتماعيّة. أما الشقُّ المفرح في البرنامج فيعيد المشاهدين في الذاكرة إلى دواليب الحظّ والألعاب الرقمية وهو هو ما يعشقه الجمهور اللبناني وينشده ليس فقط في الأعياد بل في كلّ زمان.

إذًا، هي حكاية تكريم قرر طوني خليفة أن يمنحها لنفسِه طالما أن الدولة غافلة عن تكريم من أعطى من قلبه وعقله ونفسه لتلميع صورة وطن الحرب، فكم بالحري إذا كان في مجال الإعلام، مرآة المجتمع ودليله في الخارج؟

رامي قطار- “الأنباء”