الموضوع فيه إنَّ… / بقلم خالد بركات

في القرن الخامس للهجرة كان في حلب أمير يدعى علي بن منقذ، وكان يتبع سياسياً آنذاك للمَلك محمود بن مرداس، حصل خلاف بينهما هرب على إثره الأمير إلى دمشق خوفاً من بطش الملك، وكان لهذا الأخير كاتب ذكيّ محبّ للأمير.

كتب هذا الكاتب رسالة اطمئنان عادية إلى الأمير بناء على طلب الملك يدعوه فيها للعودة إلى حلب، وأن الملك قد عفا عنه، وكانت هذه الرسالة تتضمن عبارة :”إنَّ شاء الله تعالى”.
عندما استلم الأمير الرسالة تعجب للخطأ في تشديد حرف النون، فعلم أن الملك يريد الإيقاع به، وأن رسالة الاطمئنان ما هي إلّا حيلة متذكراً قوله تعالى: “إنَّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك”.
فطن الأمير إلى الحيلة، فأجاب بكتاب عادي شاكراً الملك على حلمه ومحبته له يتضمن عبارة:

“أنَّا الخادم المقرُّ بالأنعام”. عند وصول الرسالة إلى الملك
فهم الكاتب أن الأمير فَهِم الحيلة في تشديد حرف النون متذكراً قوله تعالى:
إنَّا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها..

***
نعم وبعد الاستيضاح والتوضيح “فيه إنَّ”
ما زلنا عند أي استحقاق أو أي موضوع يهم المواطن أو تشكيل حكومة أو انتظار قرار لمعالجة هموم أو حاجيات أو مطالب أو بحث بحل أزمة أو اجتماع أو منتدى.. أو مؤتمر أو قمة أو لقاء أو مصالحة.. أو موت أو جريمة أو اختفاء شخص.. أو تسمم مواد غذائية أو رفع أسعار أو سفر مسؤول. أو مجيء ضيف أو أزمة نازحين أو إقفال مصنع أو إقفال مدرسة أو اعتصام أو مهرجان خطابي أو تهويل وصوت عالٍ…
أو أو أو أو….
انشالله نظلنا متفقين عا حب الوطن وما يصير تقديم أو تأخير الساعة “فيها إنَّ”
ما البلد صار راجع مليون ساعة..
“الحمدلله شعب الوطن محب ومحبوب ومضياف وجبار ومقدام وحي وطيب ومعتز وفخور بوطنو وبأرزو..
ورح يظل يقول بحبك يا لبنان يا وطني بحبك.. ومن أجيال وارثينا ورح نورثها ونقول: يا ابني بكرا بتنحل.
..وإيمانه بألله كبير.

وهي أكيد ما فيها إنَّ..”