وطني يستحق التضامن والتكاتف/ بقلم جاد فياض

ضجّت الأيام الأخيرة بخبر مقتل الصحافي جمال الخاشقجي في ظل غموض غريب خيم على الحادثة.
فأخذ هذا الحدث منحى قمع الحريات الإعلامية وتضامنت معظم دول العالم مع شخصيته.

فيما لو نظرنا نظرة سريعة حول عالمنا العربي، لوجدنا حالات أخطر من حالة الصحافي الخاشقجي. وإذا حصرنا الرقعة أكثر، ونظرنا الى لبنان بالأخص، لذُهلنا من كارثية الوضع مقارنةً بحادثة الصحافي السعودي.

إن جمال الخاشقجي قد يكون قُتِل في سبيل التعبير عن حريته الشخصية، لكن ماذا عن مواطنين يموتون يومياً على أبواب المستشفيات، وغيرهم يموت جراء الهواء المسرطن ومياه البراز البشري و جراثيم الزبالة المنتشرة، ولا يقل شأناً ذلك الذي يذهب ضحية السلاح المتفلت، عداك عمّن يموت وهو لا زال على قيد الحياة، يموت عند كل استحقاق مالي يصل إليه فارغ الجيوب، عند كل طلب من طفله غير قادر على تلبيته… يموت مع كل لحظة انتظار، ينتظر حل الإسكان ليتزوج ويؤسس عائلة، ينتظر دولة مشلولة لتؤمن له دواء السرطان.

يموت حينما يبلغ من العمر ما يكفي ليرتاح، وهو لا زال يعمل “من الفجر إلى النجر” أقسى أنواع العمل.

أليس هذا إجراماً؟

أليس هذا قمعاً للحياة والإنسانية؟

ألا يستحق هذا المواطن وقفة تضامن دولية للحد من هذه الظواهر؟

عذراً، مع كامل احترامي للصحافي الخاشقجي، إلّا أن هناك أموراً أخطر تخص أبناء بلدي، أموراً تستحق أن نكون أنانيين لمرة واحدة، ففي وطني، آلاف من يستحق التضامن والتكاتف..

(الأنباء)