كما في البرلمان كذلك في الحكومة… وزيراتٌ في الانتظار!

إذا اختلف اللغويون على إسناد “تاء مربوطة” لكلمة “النائب” من عدمه في صيغة النداء والمجاملة متى ارتبط اللقب بأنثى، فإنّ إرفاق تلك التاء نفسها بلقب “الوزير” لا جدال حوله. ليت النقاش يبقى في إطار تأنيث النانب بـ “نائبة” وهو تأنيثٌ صحيح. ليس بيت القصيد كيفيًّا بقدر ما ينطوي على معضلةٍ كميّة صريحة شهدت بعض التقدّم في برلمان 2018 وما زالت تتخبّط في حكومة الرئيس المكلف سعد الحريري.

لا محسومات في هذه الحكومة المنتظرة حتى اليوم. حتى موعدُ ميلادها غيرُ معروف بعد، فكم بالحريّ الحديث عن صيغٍ توزيعيّة للحقائب وسيناريوات افتراضية للأسماء. ومع ذلك، باتت بعض الحقائب محسومة وبعض الأسماء مسلمًّا بتوزيرها. من بين هذه الأسماء في الصيغة المسرّبة أسماء نسائيّة غير غريبة على الساحة المحليّة. يبدو أنها “صحوةٌ” متأخرة من بعض الأحزاب إزاء منح النساء كوتا ولو متواضعة في السلطة التنفيذيّة. حتى الساعة، وعلى طريقة رئيس مجلس النواب نبيه بري، لا يمكن أن نقول “فول” قبل أن “يصير بالمكيول”، ومع ذلك تحمل التجربة البرلمانية التي أدخلت ستّ نساءٍ إلى الندوة مؤشرات تفاؤل ستنطلي على ما يبدو على تشكيلة الرئيس سعد الحريري. ومن بين التسريبات التي عُرِفت وباتت أشبه بمحسومة ضمنت ثلاث نساء على الأقل مواقعهنّ في حكومة الحريري الثانية.

فبعد مطالباتٍ جمّة، انصاع التيار الوطني الحرّ وطرح اسمًا أنثويًّا لوزارة الطاقة والمياه هو ندى البستاني. ومثله فعل القواتيون بطرح الإعلامية مي شدياق جديًّا من دون أن تُحسَم الحقيبة التي ستُنسد إليها وإن كان الميل إلى منحها وزارة شؤون المرأة. أما الوزيرة الحالية في حكومة تصريف الأعمال عناية عز الدين فيبدو أنها ستحتفظ بموقعها رغم التعديلات الجذرية التي يجريها الثنائي الشيعي في أسماء مرشحيه للاضطلاع بالحقائب، خصوصًا أن ابنة صور أثبتت في حكومةٍ ذكورية بامتياز قدرتها على ترك بصمةٍ لا بل بصماتٍ في التنمية الإدارية كما في نفوس اللبنانيين. يبقى أنّ تيار المستقبل الذي كان سبّاقًا في المبادرة إلى ترشيح نساء لمناصب مهمّة، والدليل على ذلك فوز العدد الأكبر من النساء في صفوفه في الانتخابات التشريعية الأخيرة، يدرس توزير امرأة على غرار باقي الأحزاب المنضمّة حديثًا إلى الإيمان بقدرات النساء ودورهنّ في الشأن العام، وكبرى المحظوظات في هذا الإطار قد تكون ميرنا منيمنة على رأس وزارة الاقتصاد.

هي أيامٌ وتنقشع الصورة أكثر. حكومة ثلاثينية الأكيد فيها حتى الساعة أن الوجه النسائي لن يغيب عنها، وشبه الأكيد أنها ستحتضن عنصرًا نسائيًّا يفوق ما احتضنته حكومة تصريف الأعمال والحكومة السالفة… بحقيبة وأكثر!

رامي قطار – “الأنباء”