كيف تعاد هيبة الدولة / بقلم كمال جنبلاط

ان الذين يتكلمون في المجلس النيابي وخارجه عن انعدام هيبة الحكم ينسون معظم الأحيان، ان هذه الهيبة قد تقلصت وقد تدهور إحترام القوانين بسبب العهدين السابقين ونتيجة لما تضمنته هذه العهود من فساد داخلي ورشوة على نطاق واسع واكتساب مال حرام والإثراء على حساب الدولة. وليس الذي افقد هيبة الدولة ضعف السياسة الداخلية في حقل الحزم والعزم، والبطش في حقول جرائم القتل والسلب العادية. وهذه الكلمات – الحزم والعزم – لا نزال نسمعها من سنة ١٩٤٣ وهي كلمات جوفاء لا تعني أي شيء يتفوه بها بعض الحكام السذج وتطالب بها الفئات الرأسمالية في البلاد وعلى الفئات الرأسمالية البورجوازية وأرباب الملايين أن يحصدوا اليابس والأخضر، وان يزيدوا من ثروتهم على حساب الدولة وعلى حساب الشعب.

يجب أن لا ننسى أبدًا ان الرأسمالية في لبنان كما في سائر البلدان الأخرى تحاول أن تستخدم الحكم لأجل أغراضها ومصالحها وللسيطرة على الفئات الإجتماعية المضطهدة والتي يستغلها أرباب الملايين بوقاحة ليس بعدها وقاحة وبخلو من الضمير ليس بعده خلو وفراغ.

ويشترك بعض أرباب الإقطاعية الدينية في هذا الإستغلال وفي هذا الإضطهاد وهم الذين يملكون أراض ومؤسسات ووكالات وبنايات تبلغ عشرات المليارات من الليرات. فأيام بيزنطية وعهود الإقطاع كما كان قائمًا قبل سنة ١٨٦٤ لا تزال ماثلة في بعض قطاعات لبنان ومناطقه.

المصدر: جريدة “الأنباء” – ١٩٥١

فقرة #قال_المعلم_الشهيد_كمال_جنبلاط.

#جريدة_الأنباء.