المرأة الإنسان!..

هيثم عربيد

دوَّنتْ أنسجةَ الشُّعاعِ الإنسانيِّ، ومضَتْ لتنعتِقَ من زخرفاتِ الشّكلِ إلى إنشادِ الجّوهر ومضمونهِ، حيثُ ضغثَتْ كلَّ دندناتِ المحبَّةِ، كأقانيمِ العطفِ، والحُبِّ، والإسترسالِ بالتَّربيَةِ خلفَ ثورةِ  صقلِ الشّخصيَّةِ، كي تتنامَى وتُحوِّلَ صحراءَ الجّفافِ البُنيويّ للإنسان، إلى واحاتٍ من النّورِ التّربويِّ، العاشقِ لسكونِ السّلامِ كلَّ السلامِ!!..

هي الأمُّ والحبيبةُ، هي الأختُ والصديقةُ، هي الرقيقةُ والرفيقةُ، هي الشَّمسُ بالأنوثةِ، والشّمسُ لها صديقة، لأنهما بدفءِ العطاءِ ينسجا نسماتِ ملامسةِ وشوشاتِ اعتناقِ القصيدةِ، أي قصيدةَ الحُلُمِ المتحقّقِ للثّائرةِ بالأملِ، وللعامرةِ بالتّحدِّي الأنثويِّ وضيائِهِ، وبهذا الوعيِ تكتتبُ نفسَها كما أنعمَ الله عليها، أي المرأةُ المتساميةُ بمرآتِها الّتي تتلقَّى الصدماتِ الحياتيَّةِ، وتعكُسُها بشخصِها الباسمِ، إلى سيمفونيَّةِ غمرِ الحياةِ والواقعِ بديمومةِ الأنسنةِ والإستئناسِ، عبرَ تكثيفِ اللّطيفِ، وتلطيفِ الكثيفِ، بدُنيا البسيطِ وغمرِ جمالهِ المتكوكبِ بمعزوفَتِها، كامرأةٍ عانقتْنَا بالخيرِ والرّجاءِ، وستبقَى نجمةَ الإنسانيَّةِ دونَ منازعٍ!!..

الثّناءُ والوفاءُ للمرأةِ الّتي تتنفسُّ شهيقَ العطاءِ والتّضحيَّةِ، وتدرِكُ زفيرَ الرّفضِ لمكنوناتِ اللّاوعي، ضِمْنَ ديمومةِ الصّبرِ، ومفاتيحِ التآخي، بيقينِ توأمةِ الحرّيَّة مع دواوينِها المعرفيَّةِ، ثمَّ رصدِ النّجومِ وآستنباطِ ألوانِها، لِكَسرِ كلِّ حلقاتِ العتمةِ في النّفوسِ، وفي صَخبِ صنوجِ صدى الإستسلامِ لمرارةِ الواقعِ، حتّى تدنو من تكريسِ لُغَةِ آستنهاضِ مكنوناتِ الحقيقةِ!!…

المرأةُ هندسَتْ حقولَ البناءِ، وتناغَمَتْ بالفنِّ في ميادينِ الإرتقاءِ والإبداعِ، ورسمَتْ الطّبابةَ كطبيبةٍ في عالمِ الصّحَةِ وآستقطابِ السّلامةِ لسعادةِ الإنسانِ، وهي الشّاعرةُ الّتي تجمعُ خيوطَ الذّاكرةِ كأيقونةٍ للإنسانيَّةِ بكلِّ منابرِها التوَّاقةِ لتتميمِ الوصيَّةِ المنشودَةِ بنعمةِ الله عليها. وستبقى المربيَّةُ في بحورِ اللُّغةِ وهُدَى العِلْمِ والمعرفةِ، وتسكنُ الأدبَ بتوقٍ دائمٍ لإرساءِ بسمةِ الأديبةِ الباسقَةِ بأجنحةِ الكلماتِ، والمحلِّقةِ بعالمِ سَرَاةِ الرّوحِ النضرةِ للحياةِ، ولجداولِ نغماتِها!…

ما بَرِحَتْ المرأةُ تكتتبُ الأصالةَ وهي ترتوي بتتميمِ صياغةِ مدارسَ الفكرِ الإنسانيِّ، عَبْرَ حضارةِ ومقوّماتِ رُوّادِ التّعليمِ والتّربيَة، وعَبْرَ إنغماسِها بالمعرفةِ وممرَّاتِها، عندما تتهادى بتبوُّءِ ساحاتِ وميادينِ المحبَّةِ، لتنيرَ وتثيرَ الضمائِرَ، وهي لم تُمِتْ نفسَها قطّ!، وأنا في الإندماجِ الوطنيِّ لاهٍ عن كلامِ بعضِها، بما أغناني عن الكلامِ!، أي بنطقِ كلمةِ الحقِّ، والتسويةِ المبدئيَّةِ الجّامعةِ، ضِمْنَ ممراتِ العدلِ والمساواةِ والحكمةِ في القوانين وكلّ الأُسس، وفي تصويبِ نهجِ التّنوّعِ الوطنيّ بكمالِ الوحدةِ المتلألأةِ بشواطئِ السّلام. وهكذا، ألتمسُ جُملتِي لأخي وأختي في الكرامةِ وأقول: فلنأتِ معاً، يا صاح، ونتأمّل، كي نعتمرَ العقلَ بالإنفتاحِ والتّوازُنِ، ونسطّرُ صدى الحياة بجناحِ الأمومة ونجاحها، وهي الإنسان بالكمال والجمال!…

هنا وطنُ الإنسان، يُطلقُ العنانَ عَبْرَ النُظمِ ومنشداتِ الحقائقِ، لكلِّ روافدِ ووجوهِ الأنماطِ الثقافيَّةِ والرياضيَّةِ والأخلاقيَّةِ والموسيقيَّةِ والفنيَّةِ وغيرها، من خلالِ دعوةِ كلِّ روَّادِ القلمِ، ويراعِ الوعي، لاستشفافِ ومحاكاةِ الدّعمِ والتعاضدِ والتعاونِ فيما يحيطُ الجميعَ بمُناداةِ إبداعاتِهم وتقويَّةِ مواهبهم، لنحصّنَ المجتمعَ اللبنانيّ، وبالّتالي الوطنيّ، ضِمْنَ منتدى التكاتفِ والتّضامنِ والإنسجامِ، كي نرتقيَ لهويَّتِنا الإنسانيَّةِ، وحقيقتِنا الشّاهدةِ للوفاءِ، ونهتديَ لإنسانِنا الإنسان، أي الشاعرُ والشاعرةُ، والمبتكرُ والمبتكرةُ، والأديبُ والأديبةُ، والفنّانُ والفنّانةُ، والمبدعُ والمبدعةُ، بكلِّ مُرتقياتِ التأليفِ والإتقانِ، ومجملِ سلالمِ الإرتقاءِ الواحد!!…

بعد هذا المرورِ المحقِّ والمأمولِ، نعتمرُ الشكرَ لِمن دعمَ ويدعمُ لغة الإنسان دون تمييز، ونختتمُ مسكاً مع المرأةِ الساحرةِ والواعدةِ والأمِّ الحبيبةِ لنقولَ: أنتِ لسْتِ النّصفَ المجتمعيَّ المأمولَ والمتعارَفَ عليهِ، لأنَّكِ الكلُّ المتساميُ بالإنسانِ ونسائمِ تجدُّدِهِ، وأريجُكِ سيبقى الأقوى من كوتا التّمثيلِ والإستجداءِ، ومن برامجِ التّمكينِ والرّعايةِ للمرأةِ وعملِها ومحيطِها وما شابهَ، في مضمارِ التزلُّفِ إن أردْنا الحقيقةَ!، فكفى مراوغةً ومناورةً ومواربةً، وعلينا الإعترافَ، بأنَّ المرأةَ هي الإنسانُ الإنسانْ، أي الحياةُ الحياة بفضلِ الحبيبِ الأكبر!!.. وسلامٌ لكلِّ نساءِ العالمِ، ولكِ يا أُمّي في دنيا الخلودِ والحقِّ، وأنتُنَّ بتكوُّرِ الوعيِ ونداءِ الإنسانيَّةِ والسّلام!!…

(الأنباء)

 

اقرأ أيضاً بقلم هيثم عربيد

نكتبها بالنّور كما تكتِبُنا!؟

ثقافة السلام الحواريّ.. لا الإستسلام الفئويّ!

الزمان والمكان عانقـا الحقيقة برداء الكمال الإنساني!

متحف ومكتبة الموسيقى العربيّة، حلم الإرادة التصميم المنتصر!

أيّها الشريف! أنت الوعد الأخلاقي للنضال الإنسانيِّ!

الرفيق طارق يأبى الرحيل، وهو باق بأسرة العمر الجميل!

التهديد للوليد لم ينه حلمَهُ البتّه، بوطن السّلام والحياة

 المربي سليم ربح على عرشِ التَّربيةِ والمحبَّةِ والخلود

صرخاتُ الألمِ!!.. بدايةٌ لإدراكِ عالم معلمي الشهيد!!!…

الإنتخابات البلديَّة هي المنطلق لكسرِ حلقة الفساد والإفساد

كيف نعملُ يا كمال؟!.

نسمات محبتك الدائمة.. لم ترحل يا أمّي!.

كمال جنبلاط لم يرحل!

وداعاً نبيل السوقي .. والفكر التقدّميّ سيتوّج حلمكَ بالإنتصار!!!…

الرئاسة بلغة الممانعة وديمقراطية الإقصاء…

معلمي.. ثورة للإنسان والإنسانية.. والحقيقة والحريه…

سمير القنطار… شهيد الوطن المقاوم…

كمال الولادة والشهادة، رسالة فجرٍ دائمة، للحريّة والسعادة!!!…

فؤاد ذبيان.. أرزةُ عشق تربويّةٍ

الحِراك المدَني وخطى النجاح المتلاشية والمهدورة!!!..