احموا البلد .. من اولاد الحارة! / ربيع الحوراني المصري

لقد أثبتت التجارب الماضية أن حالات التضييق على الحريات والقمع من جهة وحالات الفوضى والحرب من جهة أخرى، تدفع ثمنها في النهاية الأقليات وفي لبنان المسيحيون تحديداً.

إن قصر النظر لا يتناسب مع السياسة، كما أن حالات المراهقة والطيش والولدنة التي تمتد إلى الخمسين من العمر قد تدمّر طائفة أو وطنا.

حارة يحكمها ولد ومجموعة من رفاقه الصبية بعدما تحول كبيرهم إلى أيقونة لا أكثر، فهل من كبير أو بصير أو فهيم أو حكيم يرشدهم ويهديهم قبل الانهيار الكبير الذي يأخذوننا ويأخذون أنفسهم معنا إليه؟؟!
أما باب الحارة فقد شاهدته مع البرادات والغسالات وكراسي الحمام في شاحنة مغادرة عام ٢٠٠٥. ويسعى الجهابذة الصبية إلى إعادة الخارجين الذين يعرفونهم جيدا من الباب المخلوع نفسه. هداهم الله.

المشكلة ليست فقط في أن تخطئ بحق الوطن والتاريخ، المشكلة هي ألا تقرأ الخطأ في التاريخ فتعيد إنتاج الظروف ذاتها للوصول اليه.

المشكلة الحقيقية هي أن الصبية لا يقرأون التاريخ، ولا يعرفون منه سوى الحقد والمقابر والحكايا المرددة البالية.

المشكلة أن الصبية في حالة جشع لنهش البلاد لا يقرأون سوى دفاتر الصفقات والمعاملات المصرفية وأوراق النعاوي القديمة.

إنتشلوا البلد من أيدي صبية الحارة. من أجلكم وأجلنا. من أجل الوطن!

(الأنباء)