رداً على أسعد أبو خليل: إقرأ تاريخ المختارة قبل الكتابة!

طالعنا مقالتك في جريدة “الأخبار” في العدد 3535، وبهرتنا ثقافة الصحافي الذي يفيض قلمه بحبر حاقد، بينته الحروف المزركشة بعبارات الاستهزاء والسخرية.

لن نعلمك كيف يكون الصحافي كاتبا للتاريخ أو معلقا على حدث. فصحافي يسيل قلمه بكلمات وعبارات لا تليق الا بصفحات الصحف الصفراء وبلغة خشبية، لن تغير اسلوبه نصائح زميل، او انتقاد ناقد.

لا نكتب لك هذا الرد بهدف مساجلة بيننا، لكن حري بنا ان نذكرك بأن الضيف في المختارة وبعيدا عن قضايا داخلية فرنسية، هو رئيس دولة سابق، وبأن المختارة ورغم سهام الحاقدين الذين يكتبون مقابل أجر، هي فوق الشبهات وفوق الاتهامات، بعكس الجهات والانظمة الممانعة التي تنتمي اليها، ربما لمصلحة وليس لقناعة.

هناك فرق ايها الزميل بين سياسي يقصد مقصدا من وراء كل كلمة او ايماءة او موقف، وعمل يقوم به سياسي من اجل شعبه وناسه، وبين سياسي يتحف شعبه ليل نهار بعبارات “الصمود والتصدي” و”القومجية”، ثم يقوم بذبحه، بالتعاون والتنسيق مع “اعداء الامة”.

هناك فرق بين حضور عدو كبير مع دباباته الى باب المنزل (بدون ان يستقبل وتقام له الموائد)، وبين من كان عراب التعامل مع هذا العدو والذي جاهر بعمالته وبزياراته الى الارض المحتلة وبعد ذلك استقبل اركان هذا العدو واقام له الموائد وشرب معه انخابا من الدم ، وربما تحملان الجينات نفسها، وليس الكنية نفسها فحسب.

ان تراث المختارة ايها الزميل، اكبر من ان تشوهه اقلام حاقدة، لا تصلح للكتابة، بقدر ما تصلح لأن تكون أداة للنقر على طبل، أو لتحويلها مزمارا في حفلات الرقص على جثث ملايين الشهداء الذين قضوا على ايدي من تكتب لنيل رضاهم.

ولكي تكون صادقا في قناعاتك، وجب عليك ان تتحرى تاريخ البيت الجنبلاطي من آلاف الوثائق والكتب والمقالات، علها تزيد ثقافتك وتنمي معرفتك، لتكون بعد ذلك صحافيا قادرا على تحليل الاحداث، وفهم ما ترمي اليه المختارة من كل حركة وموقف.

يكفي القارئ ان يعرف من انت واين تكتب، ليستنتج مدى صحة كتاباتك، ومدى صدق “معلوماتك”. هذا فضلا عن أن القارئ لم ينسى بعد من كتب مطالبا بنزع سلاح الجيش اللبناني.

(الأنباء)