يصدر كتاب “الكُردي المخذول.. كوردي ده شتخه روكراو” في ظل وضع سياسي مأزوم تعيشه القضية الكردية اليوم؛ لذلك كان للكاتب والإعلامي اللبناني “فؤاد مطر” عن الدار العربية للعلوم ناشرون، مواكبة تحليلية نقدية في هذا الشأن؛ مواكبة تأتي على ضوء معطيات مستجدة في المشهد السياسي الدولي، بغية التعرّف الموضوعي على حقائق السياسة التي انتهجها أعضاء برلمان إقليم كُردستان العراق في لحظة تاريخية أقروا فيها وبالأغلبية الكاسحة (65 قالوا “نعم” من أصل 68 حضروا الجلسة) يوم الجمعة 15 أيلول 2017، إجراء الاستفتاء الذي أراده وحدّد سلفاً رئيس الإقليم مسعود بارزاني يوم الإثنين 25 سبتمبر موعداً له، يستتبعه في حال جاءت النتائج مشجعة إعلان الإقليم دولة مستقلة.

يعتبر الكاتب فؤاد مطر أن هذا “التوجه في حد ذاته ليس جديداً ولكن الإعلان عنه في وقت يعيش العراق حالة من الترنح ناشئة عن صراعات سياسية ومذهبية وظروف أمنية غير مستتبة، إلى جانب صولات وجولات ضد تنظيم “داعش” الذي كلّفت الحرب عليه مئة مليون بليون دولار جيشه وبعض الميليشيات الإيرانية الراعية، كان أمراً مقلقاً للحكومة التي يترأسها الدكتور حيدر العبادي الذي يخوض صراعاً سياسياً بالغ الضراوة مع الرئيس السلف نوري المالكي (…)، وهكذا وبعد تحليل معمق قادر على تشخيص الحالة الكُردية بتجلياتها المتلونة، وكلام في السياسة الخارجية والداخلية، وسردٍ تاريخي يستند إلى أحداث واقعية عاشها الكُرد ولما يزالوا، ولكي تحافظ الحالة الكُردية على مكانها في الذاكرة كان هذا الكتاب الذي يراه “فؤاد مطر”: رواية أبطالها كبار القوم من حكام وزعماء. وبالنسبة إلى العراقي العربي والعراقي الكُردي لا أجد في ضوء “حرب الاستفتاء” ما يصلح لهما قولاً وفعلاً أعطر من الآية الكريمة (ولمن صَبَرَ وَغفر إن ذَلك لِمَن عَزم الأمُور) ومعها القول الطيب للرسول: “ألا وخيرهم بطيء الغضب سريع الفيء. ألا وشرهم سريع الغضب بطيء الفيء”. والله الهادي إلى سواء السبيل”.

يقع الكتاب في 256 صفحة.

موقع الدار: www.asp.com.lb