المساعي الحكومية تراوح مكانها… وعلى فريق السلطة التواضع

بعد زيارتهما الى القصر الجمهوري ولقائهما رئيس الجمهورية ميشال عون، استقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في بيت الوسط كلاً من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في اطار اعادة اطلاق مفاوضات التأليف.

إلا ان كل المعلومات تؤكد ان لا جديد في الافق والازمة لا تزال تراوح مكانها، والعقد لا تزال على حالها، في ضوء الكباش الحاصل وبعض الادوار المشبوهة على خط التأليف.

فصحيح ان ما يتداول به الاعلام هو ما يسمونه عقدتين درزية ومسيحية، الا ان سبب هاتين المشكلتين ليس “التقدمي” ولا “القوات”، فهذان الفريقان يطالبان بحقهما الطبيعي في التمثيل انطلاقا من نتائج الانتخابات النيابية، واستنادا الى المعيار الذي فرضه فريق السلطة، الذي ينطلق من مقاربته للقضايا الوطنية وعلاقته بالقوى السياسية من منطق الاقوى طائفيا وميثاقية التمثيل.

وبناء على خطاب فريق السلطة، فمن يعرقل ليس من يطالب بحقه، انما من يرفض اعطاءه هذا الحق، لا بل تدخل بعض هذا الفريق بتفاصيل ليست من شأنه، فالتأليف هي مهمة الرئيس المكلف دون سواه، وما يجري هو تطاول على هذا الدور والموقع.

وبالتالي فان مدخل الحل يبدأ بتواضع فريق السلطة، والتوقف عن التطاول على حقوق الآخرين والتدخل فيما لا يعنيه، واذا لم يفعل فعلى الرأي العام اللبناني ان يدرك جيدا ان هذا الفريق هو بعينه الذي يعرقل تشكيل الحكومة وتسيير امورهم الحياتية والمعيشية، وان تنكشف كل الاضاليل التي يمارسها وعلى الملأ.

المحرر السياسي -الأنباء