رسالتي… والسلام

تقف الحروف وتهرب الكلمات كي تختزل الوقت وكأنها تصرخ: دعني دعني لا اريد ان اسير فوق هذه الاوراق لقد تعبت من كل هذا ومن تكرار جمعي للحروف ونشرها وأراها تذهب سدى.
يا صديقي القلم، على من تقرع مزاميرك، لقد تعاونا كثيرا وتعبنا ولا حياة لمن تنادي ولم يزل الحال كما هو عليه حيث ان المحتكر يزداد احتكارا والفقير يزداد فقرا، اما الكهرباء حدث ولا حرج والمياه بالقطارة والبيئة تضمحل بفعل فاعل، واما الاستشفاء والدواء فهنا الطامة الكبرى، فقد زاد سعر الدواء ارتفاعا والمستشفيات تمارس شتى انواع العراقيل امام المرضى حتى وإن كانوا في أشد الحالات الحرجة، وكل هذا أملا بالحصول على اموال تتراكم وتزيد المحتكرين احتكارا وغلاء يدمر الرواتب ويحرق الجيوب والمواطن يئن.

واما ايضا وايضا أزمة السير والامن وانتشار المخدرات وتعاطيها وضياع الابناء من ام لبنانية امام عدم قدرتهم الحصول على ما يثبت شخصيتهم في ظل قانون يتراقص امام أعين وفي أدراج المسؤولين مما يعني إلقاء هذه الفئة في شوارع الضياع، لما لا يكون لهم قانون يحميهم.
فالويلات كثيرة والحلول تائهة، عذرا يا صديقي، يا من تخطّ هذه الكلمات اسمعني وسأقول لك كل شيء عن ازمة السكن واين يمكن للمواطن إيجاده في ظل الابنية الشامخة وتجارتها، اين حق المواطن في السكن والطبابة والتعليم وإلزاميته ومجانيته، اين الرقابة الامنية على مداخل الوطن برا وبحرا وجوا، اين رقابة الاسعار والتنبه من التصاعد الضريبي في ظل ادنى مقومات صمود المواطن المالي؟
ارحمني وارحم زميلي القلم ودعني أختم رسالتك هذه وأقول، يا كادحي وعمال وفقراء الوطن موتوا فقرا اوجوعا او قهرا، انها رسالتي الاخيرة، لِمَ ولمن سأكتب ولا سميع يسمع ولا مجيب يجيب…
ابو عاصم