كيف قرأت القوى السياسية زيارة جنبلاط  الى بعبدا ولقائه الرئيس عون

كما كان متوقعا،ً لم يتصاعد الدخان الأبيض بعد  الزيارة التي قام بها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الى القصر الجمهوري ولقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا بناء لطلب الأخير. لأن مضمون هذه الزيارة وما يمكن أن تتطرق له من محادثات جرى نسفه من قبل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قبل لقاء الرجلين ومعرفة الأسباب التي دعت الرئيس عون الى توجيه الدعوة لجنبلاط لعقد هذا اللقاء والبحث في المستجدات التي تؤخر تشكيل الحكومة، ومن بينها ما إتفق على تسميته بالعقدة الدرزية. في حين ترفض مصادر جنبلاط هذه التسمية وتعتبرها من البدع التي تسعى بعض القوى السياسية المقربة من العهد على إختلاقها لغايات لم تعد خافية على أحد.

وفي هذا السياق لخصّ تصريح النائب جنبلاط بعد إنتهاء لقائه بـ عون أجواء هذا اللقاء، وخاصة لجهة تمسك جنبلاط بموقفه بالنسبة لحصة الدروز في الحكومة ودعوة الخصوم الى إنتظار الإنتخابات المقبلة لعلنا في اللقاء الديمقراطي نسقط جميعاً على حد قوله وتنتهي الأزمة.

مصادر القوات اللبنانية

في تعليقها على زيارة جنبلاط الى القصر الجمهوري لم تستغرب مصادر القوات اللبنانية في اتصال مع “الأنباء” “النتيجة السلبية” من هذا اللقاء وعدم تجاوب النائب جنبلاط لمطالب رئيس الجمهورية. إذ لا يمكن لجنبلاط أن يضحيّ بوزير من حصته كرمى لعيون النائب طلال أرسلان الذي سبق أن قام بالواجب تجاهه وأكثر، بعد أن ترك له المقعد النيابي شاغراً.

 

وبرأي المصادر “القواتية” كان بإمكان جنبلاط ألا يفعل ذلك ويخوض الإنتخابات بلائحة مكتملة ويترك أرسلان وشأنه، سيما وإن نتيجة الإنتخابات أظهرت الفارق الشاسع بين الأصوات التي نالها النائب أكرم شهيب وما ناله أرسلان. وبالتالي لا يجوز القول أن جنبلاط لم يعد وحيداً في الجبل وأن هناك قوى اخرى تنافسه. مع العلم أن كل ما فعله النائب جنبلاط أنه كان يرفض إقفال بيت المير مجيد أرسلان فهكذا كانت النتيجة.

الهبر

النائب السابق فادي الهبر رأى في إتصال مع “الأنباء” وجود ما سمّاه بـ طحشة أحزاب على الجبل بهدف تغير وضع الجبل بعد ما شكل حالة إستقرار إستمرت منذ العام 2000 وتكرست بالمصالحة التاريخية التي رعاها غبطة البطريرك الماروني ما نصرالله بطرس صفير وزعيم الجبل النائب وليد جنبلاط. بحضور الرئيس أمين الجميل والقيادات اللبنانية المخلصة التي تسعى لترسيخ الأمن والإستقرار في كل لبنان وبالأخص في منطقة الجبل. ورأى أن الجبل هو الجامع لكل الطوائف الذين يشكلون عائلة واحدة. وقال: لولا مصالحة الجبل لما تمكن اللبنانيون من التوحد في وجه المحتل السوري وإخراجه قسراً من لبنان بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وبعد كل استحقاق إنتخابي كنا نسعى بالتنسيق مع الحزب التقدمي الإشتراكي للعمل على وحدة الجبل وعلى الوفاق السياسي بين جميع سكانه. ولكن يبدو أن البعض كان منزعجاً من هذه السياسة ويحاولون اليوم زعزعة كل ما تحقق في السنوات الماضية ولكنهم لن يستطيعوا. وفي المسار الحكومي إعتبر الهبر أن النسبة التي حصل عليها الحزب التقدمي الإشتراكي في الإنتخلبات النيابية الأخيرة تتجاوز الـ 70 في المئة وبالتالي من حقه أن يسمي ممثليه في الحكومة وعلى الآخرين أن يقروا بخسارتهم.

علوش

القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، استبعد في اتصال مع “الأنباء” أية نتيجة إيجابية لزيارة النائب جنبلاط الى القصر الجمهوري ولقائه الرئيس عون باستثناء أهمية الحوار بين الرجلين بما يشكلان من ثقل سياسي على مستوى الوطني، لكن نتيجة هذا اللقاء أجاب عنها مسبقاً رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل عندما فصل بين التعاون والحقوق مع القوات اللبنانية، وعندما رفض أن يسمّي النائب جنبلاط الوزراء الدروز لأنه لم يعد وحده في الجبل على حد قوله، وإنه لن يتخلى عن تمثيل النائب أرسلان. هذه القوطبة من قبل البعض لم تغير شيئاً من الواقع السياسي والحل يبقى في عهدة رئيس الجمهورية الذي عليه أن يأخذ دوره كرئيس جمهورية وكحكم، وأن يكون على مسافة واحدة من الجميع. وقال: لايجوز أن تتوقف أمور البلد عند مقعد أو مقعدين وزاريين وعلى الغيارى على العهد والحكومة التخلي عن وضع العصي أمام عملية التأليف حتى يتسنى للرئيس المكلف تشكيل حكومته والتفرغ لمعالجة الوضع الإقتصادي التأزم. وأقّرعلوش بمحاولة تطويق الرئيس الحريري داخل مجلس الوزراء من قبل حزب الله من جهة، والتيار الوطني الحر من جهة ثانية، لإستثمار نتائج الإنتخابات، حزب الله يريد تثبيت موقفه في المرحلة المقبلة والوزير باسيل يسعى لتمكين نفسه وتثبيت مواقفه للسنوات القادمة. مستبعداً تشكيل الحكومة قبل نهاية تموز الجاري وعودة القيادات السياسية من إجازاتهم.

قاطيشا

عضو تكتل الجمهورية القوية النائب وهبي قاطيشا لخص في اتصال مع “الأنباء” الأسباب التي لم تؤد الى النتائج المرجوة من زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الى بعبدا بسبب عدم دخول رئيس الجمهورية بتفاصيل المشكلة، وربط الموضوع بالوزير باسيل، بإستثناء ما أسماه “تطراية” الأجواء من قبل “الحكيم” ووليد بك والإيعاز الى مناصريهما وكوادرهما، عدم الدخول في سجالات مع التيار، فلا شيىء يستدعي الذكر.

 

صبحي الدبيسي-“الأنباء”