تذويب الانقسام التاريخي لمصلحة الوحدة الداخلية
منير بركات
23 يونيو 2018
إن الجهود التي بذلت منذ الشهيد كمال جنبلاط وبمثابرة من الزعيم وليد جنبلاط في تذويب الانقسام التاريخي في طائفة الموحدين الدروز من موقع علماني تقدمي بهدف تطوير دورها الوطني والعروبي من خلال توحيدها بتكريس التنوع والتعدد في داخلها مما انتج نهجا في سياسة الحزب التقدمي الأشتراكي كتكوين سياسي وطني المرتكز على كتلة صلبة لها دورها في التاريخ الوطني والعربي، من تجاوز الانقسام ليصبح الفرز افقيا وخارج الاصطفاف التقليدي وخلط الاوراق في التمثيل مما جعل معظم قادة التقدمي الاشتراكي وكوادره والاغلبية من النواب الدروز في اللقاء الديمقراطي وموظفي الفئة الاولى هي من الانتماء التقليدي غير الجنبلاطي ليقدم كمال جنبلاط وخلفه نموذجا حيا في الممارسة وليس فقط في النظرية بل بالتطبيق، مصقولة بالإنتماء السياسي الحزبي لتصل الى التمثيل الشعبي الوطني الذي يعكس طبيعة الحزب التقدمي الأشتراكي.
وبالرغم من كل ذلك كان يتعاطى مع الحجم المتبقي في التيار الآخر وتحديداً الامير طلال ارسلان بترك مقعد نيابي من موقع الحرص على الوحدة وبعيدا عن الكسر ومراعاة بإعطاء حصة من “الكوتا” الوظيفية في نظام المحاصصة.
إلا ان النظام السوري واصرارة في ضرب الوحدة الدرزية الداخلية كجزء من تفكيك الوحدة الوطنية كان وما زال يحرك مراكز قوى وأحزاب لإضعاف دور وليد جنبلاط والدروز والنهج الوطني في المعادلة والتوازنات الداخلية، وجاء من يلبي من قلب السلطة هذا الاستهداف ووقع ارسلان في هذا الفخ الذي كنا نتمنى ان يتداركه حرصا عليه وعلى مستقبله وعلى وحدة الجبل والبيت الداخلي.
لقد كان دائما رد وليد جنبلاط من خلال الاستيعاب وتفويت الفرصة على أية فتنة داخلية والتي يعتبرها في حال حصولها تكون تأدية خدمة كبيرة لنظام الاسد وكل الطامعين في مصادرة دور الجبل والموحدين الدروز فيه والمصالحة والسلم الأهلي والعيش الواحد.
إذا استعدنا الذاكرة نرى كيف حيد وليد جنبلاط القتال الداخلي وكيف وقع الجميع ضحية الصراع على مسك قرار مذاهبهم وطوائفهم، وذلك بحكمة رؤيته الشاملة حول ما يحصل في المنطقة والاستهداف للوضع اللبناني بمجمله وعمليات التسلل والتحايل من أجل كسر او ترويض صمامات الأمان والعقد المركزية في قيامة الوطن وكل ذلك من اجل استسهال مصادرة هوية لبنان والعودة به الى ما قبل الطائف .
على الأمير طلال العودة الى حضن الشرعية التمثيلية السياسية الشعبية ومغادرة الرهان على سلطة سوف تأكل نفسها وتقدم ضحايا على مذبح تحقيق اهداف فئوية وذاتية على حساب الوطن والجميع.
(الأنباء)