تذويب الانقسام التاريخي لمصلحة الوحدة الداخلية

منير بركات

إن الجهود التي بذلت منذ الشهيد كمال جنبلاط وبمثابرة من الزعيم وليد جنبلاط في تذويب الانقسام التاريخي في طائفة الموحدين الدروز من موقع علماني تقدمي بهدف تطوير دورها الوطني والعروبي من خلال توحيدها بتكريس التنوع والتعدد في داخلها مما انتج نهجا في سياسة الحزب التقدمي الأشتراكي كتكوين سياسي وطني المرتكز على كتلة صلبة لها دورها في التاريخ الوطني والعربي، من تجاوز الانقسام ليصبح الفرز افقيا وخارج الاصطفاف التقليدي وخلط الاوراق في التمثيل مما جعل معظم قادة التقدمي الاشتراكي وكوادره والاغلبية من النواب الدروز في اللقاء الديمقراطي وموظفي الفئة الاولى هي من الانتماء التقليدي غير الجنبلاطي ليقدم كمال جنبلاط وخلفه نموذجا حيا في الممارسة وليس فقط في النظرية بل بالتطبيق، مصقولة بالإنتماء السياسي الحزبي لتصل الى التمثيل الشعبي الوطني الذي يعكس طبيعة الحزب التقدمي الأشتراكي.

وبالرغم من كل ذلك كان يتعاطى مع الحجم المتبقي في التيار الآخر وتحديداً الامير طلال ارسلان بترك مقعد نيابي من موقع الحرص على الوحدة وبعيدا عن الكسر ومراعاة بإعطاء حصة من “الكوتا” الوظيفية في نظام المحاصصة.

إلا ان النظام السوري واصرارة في ضرب الوحدة الدرزية الداخلية كجزء من تفكيك الوحدة الوطنية كان وما زال يحرك مراكز قوى وأحزاب لإضعاف دور وليد جنبلاط والدروز والنهج الوطني في المعادلة والتوازنات الداخلية، وجاء من يلبي من قلب السلطة هذا الاستهداف ووقع ارسلان في هذا الفخ الذي كنا نتمنى ان يتداركه حرصا عليه وعلى مستقبله وعلى وحدة الجبل والبيت الداخلي.

لقد كان دائما رد وليد جنبلاط من خلال الاستيعاب وتفويت الفرصة على أية فتنة داخلية والتي يعتبرها في حال حصولها تكون تأدية خدمة كبيرة لنظام الاسد وكل الطامعين في مصادرة دور الجبل والموحدين الدروز فيه والمصالحة والسلم الأهلي والعيش الواحد.

إذا استعدنا الذاكرة نرى كيف حيد وليد جنبلاط القتال الداخلي وكيف وقع الجميع ضحية الصراع على مسك قرار مذاهبهم وطوائفهم، وذلك بحكمة رؤيته الشاملة حول ما يحصل في المنطقة والاستهداف للوضع اللبناني بمجمله وعمليات التسلل والتحايل من أجل كسر او ترويض صمامات الأمان والعقد المركزية في قيامة الوطن وكل ذلك من اجل استسهال مصادرة هوية لبنان والعودة به الى ما قبل الطائف .

على الأمير طلال العودة الى حضن الشرعية التمثيلية السياسية الشعبية ومغادرة الرهان على سلطة سوف تأكل نفسها وتقدم ضحايا على مذبح تحقيق اهداف فئوية وذاتية على حساب الوطن والجميع.

(الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم منير بركات

طلّة راقية في ذكرى مولده

لن يتمكنوا من تغيير هوية الجبل ووجهه

التحذير الفرنسي للبنان شبيه بتحذير السفير الفرنسي قبيل اجتياح 1982!؟

مفهوم الدولة وشروط تكوينها 

مكامن الخلل في تجزئة الحرية؟

أهل التوحيد والتاريخ المجيد… غادروا الماضي واصنعوا المستقبل !؟

الألفية التاريخية للموحّدين الدروز

تحفّزوا بالقامات الكبيرة يا حديثي النعمة!؟

بعيداً من التبسيط.. البلد على حافة الهاوية!؟

العقوبات غير المسبوقة تصيب مقتلاً في النظام الإيراني

الموحّدون الدروز: المخاوف من إطاحة الوطن

مبادرة “التقدمي”: خطوة متقدمة لحماية الحريات العامة

على الرئيس المنشود ممارسة القمع لكي يكون مرشح الناخب الأول!؟

تلازم الفاشية مع الطائفية ومأزق الحكم

أين المصير الواحد والبلد الواحد واللغة الواحدة من كل هذا؟

المطلوب وقفة موحدة ضد النظام!

الشعوب ضحية الأطماع الدولية والأسد فقد دوره الأقليمي

بلورة المشروع الوطني المعارض

رسالة الى رئيس الجمهورية

الاطاحة بالطائف يعيدكم الى حجمكم!؟