رسالة الى الله

يا الهي وخالقي يارب السموات والارض

أناجيك من قلب متعب وجراح تدمي، ومَن أناجي سواك؟

لقد أثقل التعب منكبي وهزت أوصالي لقمة عيش الفقراء في بلد أنهكه جشع الطامعين ومزقته حروب جاهلية طائفية مذهبية، ربي كيف أشكو همي لسواك مما يقابلني وانا ابحث عمن يسد رمق اطفالي او ما يساعد ابنائي كي يتابعوا تعليمهم امام الغلاء الفاحش للاقساط، او كي يجدوا فرصة عمل لا تزيّن شهاداتها بطاقة توصية من زعيم متنفذ.

ربي أبتهل اليك من قلب جريح وفكر متعب وجسد أضناه الزمن طالبا رحمتك، كيف لا أشكو اليك ونحن لا نجد المياه في بلد المياه سوى في صهاريج تباع لحماية محتكرين، ولا نجد كهرباء في بلد الاشعاع والنور، ربي لو تعلم كم مريض يموت على ابواب المستشفيات لانه لا يملك الاخضر الفتّان لدخول جنة مستشفيات تحميها مافيات الادوية والتجارة بأرواحنا، وكم يذل المواطن امام ابواب ما يسمى ضمان اجتماعي حوّلوه لوكرعصابات تتقاسم أمواله وينتظر المواطن انجاز معاملته لساعات وساعات.

سامحني ربي فقد أطلت شرحي انما المعاناة كثيرة والغلاء يلهب جيوبنا وجنون الاسعار يتراقص دون حسيب او رقيب ويبتلع رواتبنا، كم اصبحت تعز كرامة الانسان المنتظر اقرار قانون ضمان الشيخوخة، قوانين كثيرة تنام في الادراج وبقي المواطن رهين الافراج عنها. فالهموم كثيرة، وانك العليم القدير، واما الامن والسلاح المتفلت الذي يسقط من جرائه الضحايا برصاص عشوائي يطلق في كل المناسبات اضافة الى مخدرات وحبوب هلوسة تباع في الشوارع والازقة ومحمية من اشخاص لا يهابوا الى قانون ولا يكترثوا اليه.

وأزمة سير ومحروقات وسحق للبيئة بكسارات تأكل الاخضر واليابس في جبالنا، الهموم كثيرة جدا، اني ألجأ لعدالة السماء، لعدلك انت ملاذي الوحيد والاخير، سامحني واغفر لي اطالتي انك على كل شئ قدير…..

 

ابو عاصم – الانباء