خطة امنية خلال ساعات بقاعاً… فهل الامن هو الحل؟

عاد ملف الامن بقاعاً الى الواجهة من جديد بعد الاشتباكات الدموية التي شهدتها بلدة سرعين الفوقا على خلفيات ثأرية وبعد الاشتباكات بيت عائلتي جعفر والجمل، الامر الذي أظهر مجددا مدى هشاشة الاوضاع الامنية والاجتماعية في منطقة بعلبك الهرمل ومدى الحاجة الى عناية خاصة بها لا بل عناية مشددة لمعالجة المشاكل التي تعاني منها.

 

وفي هذا السياق، فان الدولة عقدت العزم على اطلاق خطة امنية جديدة لهذه المنطقة، بعدما سبق وقامت الحكومات السابقة بتنفيذ خطتين سابقتين لم تنجحا بتحقيق الاهداف المرجوة، خصوصا بعدما اعتمدت اسلوبا تقليديا يقوم على اقامة الحواجز وتنفيذ المداهمات والتوقيفات، ولكن هل هذا فعلا الحل الذي تنتظره هذه المنطقة؟

المعلومات تشير الى ان الخطة ستطلق خلال ساعات، في حين سارعت الاصوات البقاعية لا سيما العشائر الى مطالبة الدولة بأن تكون الخطة مقرونة بالانماء، فما كانت هذه المنطقة لتصل الى هذه المرحلة الخطيرة من التدهور الامني لو لم تكن تعاني ما تعانيه من اوضاع اقتصادية واجتماعية قاسية جدا، في حين كانت الدولة تلعب دائما دور الجلاد لا دور الرعاية المطلوبة لمعالجة الخلل وايجاد البدائل، وطبعا كانت أبرز هذه المشاكل هي زراعة الحشيشة، حيث كانت الحكومات مرارا تمنعها من دون ان تقدم اي بديل، في حين بات بحق شباب هذه المنطقة مئات مذكرات الملاحقة والتوقيف، الامر الذي ساهم الى تغذية الفلتان الامني لا ضبطه.

 

وفيما تشير المعلومات الى اهتمام خاص من المرجعيات الرسمية الاساسية في البلد بهذه القضية، فهل تكون مناسبة للتفكير هذه المرة بعمق اكثر حول حاجات منطقة بعلبك الهرمل والعمل على حلّها؟ لا بل أبعد، هل تكون محطة يطبق فيها مبدأ الانماء المتوازن بين كل المناطق دون استثناء تعود من خلالها الدولة هي المرجعية لمواطنيها لا هذا الفريق او ذاك؟

على امل ان يحل السلام سريعا في هذه المنطقة خصوصا على ابواب المهرجانات الدولية في الصيف، وان تعود الدولة الى شعبها قريباً.

“الانباء”