رسالة مفتوحة إلى الرئيس ميشال عون

عبدالله ملاعب

أنباء الشباب

فخامة الرئيس ميشال عون،

أبعث إليكم هذه الرسالة كي أنقل لكم ما يحصل على أرض الواقع في بلدي، لربما المعلومات لا تصلكم أو مَن حولكم يسعى لتضليل الواقع كي يبقى مستفيداً، ينهش الجمهورية.

فخامة الرئيس، مع إنطلاقة عهدك كان معظم الشباب لبناني، ومع اختلاف توجهاته السياسية، معلقاً آمالاً جمّة على رئيس لحزب حاضر، أتى بموافقة معظم الأقطاب السياسية فيلبنان. ولا أخفي أنني وكما غيري رأينا في خطابكم الأول، رئيساً يتخطى حدود حزبه وحتى طائفته لينهض بلبنان.

ولكن، مع الوقت تبيّن لنا أن ما شيء تغيّر، بل على العكس الأمور تدهورت وضاق الخناق على الشباب اللبناني في عتمة العهد القوي!

فهل تعلم يا فخامة الرئيس، أن نسبة البطالة اليوم وبحسب البنك الدولي وصلت إلى 60 في المئة في اوساط الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 23 و26 عاما؟ هل تعلم يا فخامة الرئيس، أن تقريراً صدر في كتاب “لبنان مشكلات إنمائية وإنسانية بالأرقام” من إعداد الدكتور رياض طبارة، أوضح أن مآوي العجزة اليوم في وطني معظمها لا تأخذ سوى الحالات المستعجلة نظراً لإرتفاع نسبة المسنين وتحول المجتمع الى مجتمعٍ هرم في ظل ترافق الركود الإقتصادي مع هجرة الشباب وإنخفاض الولادات؟

هل تعلم يا فخامة الرئيس أن نسبة الإنتحار في وطني قد إرتفعت إلى ما يقارب الـ ٢٪؜ من إجمالي عدد السكان، وهذه النسبة إرتفعت حوالي الـ ٣٠٪؜ من عام ٢٠١٣ إلى عام٢٠١٧؟ وذلك حسب دراسة أعدّتها جمعيّة “إدراك” (مركز الأبحاث وتطوير العلاج التطبيقي).

هل تعلم يا فخامة الرئيس، أن إحصائيات قوى الأمن الداخلي الأخيرة أظهرت أن حالة انتحار تقع كل يومين ونصف يوم في لبنان، ومحاولة الانتحار كل ستّ ساعات؟!

أما الأهم من كل ذلك يا فخامة الرئيس، ليس مرسوم التجنيس أو الصفقات أو تجاوز إتفاق الطائف، بل الحريات في عهدكم! وهذا الأمر يا رئيس وحده لا يحتاج لمصدر، فعمليات التدجين والترغيب والترهيل والدعاوى ضد الناشطين والإعلاميين وحتى السياسيين واضحة وماثلة أمامنا من قضية مارسيل غانم إلى قضية أصغر ناشط سياسي إستدعاه القضاء!

الحرية يا فخامة الرئيس خبز الإنسان وملح الحياة، واليوم نراها تسلب منّا في عهدكم أنتم الذين تتفاخرون بمعارضتكم نظام الوصاية الذي حكم لبنان! الحرية يا فخامة الرئيس سرُنجاح العهود وثبات الحكم، فوحدها الأنظمة الديمقراطية تمتلك الجرأة لترك هامش من الحرية لمواطنيها. فما حصل يا فخامة الرئيس أمس (١٥ حزيران ٢٠١٨)، خطيرٌ للغاية!

فالعهد يا فخامة الرئيس لم يحتمل هاشتاغ واحد إنتشر في العالم الإفتراضي ووصف العهد بالفاشل، بحيث تم حجبه بعد أن حقق نسبة تفاعل عالية جدًّا في غضون ساعات قليلة. #العهد_الفاشل أطلقه شبّان من الحزب التقدمي الإشتراكي كرد على هاشتاغ آخر. ولكن وللمفارقة هاشتاغ الحزب التقدمي الإشتراكي دخل معظم البيوت اللبنانية وتفاعل معه الرأي العام.

وفي لحظة قمعيّة، توتاليتارية ذكرتنا بأردوغان أو حتى كيم جون اون، سُحب #العهد_الفاشل من لائحة “الأكثر تفاعلاً” كمحاولة لإسكات كل من أراد الإعتراض على عهدٍ. أما في صباح اليوم الثاني عاد الهاشتاغ للقائمة بعد أن فُكّ الأسر! كل ذلك يا فخامة الرئيس يحصل للأسف في عهد بات قمعه قوياً، وإصلاحه مفقوداً، وتغيره سلبياً!

لكم كل الشكر والإحترام، على أمل أن تصل رسالتي لحضرتكم!

(أنباء الشباب، الأنباء)