موسكو تستعجل التسوية في سوريا… فماذا عن حزب الله؟

يتفاقم التوتر بين حزب الله والقوات الروسية في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية السورية. هدف التحرك الروسي في القصير قبل أيام إلى قطع التواصل بين لبنان وسوريا عبر المعابر التي يستخدمها الحزب، وضبط حركة الحدود. وهذا دليل أن موسكو تستعجل التسوية في سوريا، فيما إيران ترفض ذلك، وتصرّ على إستمرار العمليات العسكرية لتكريس إنتصاراتها في السياسة.

تحاول روسيا إيجاد حالة من الإستقرار التفاوضي مع الغرب، بتكريس نفسها مرجعية وحيدة لمجمل التطورات السورية، بينما إيران وحزب الله يتصرفان وفق قاعدة رفض التسوية ورفض الإبتعاد عن الحدود. الأهم في التوافقات الدولية، يقضي بمنع الروس حصول أي عمليات نقل للأسلحة لإيران وحزب الله في كل سوريا، وأي شحنة أسلحة سيتم تحريكها من مكان إلى آخر ستكون عرضة للضرب الإسرائيلي بموافقة روسية، موسكو تضمن عدم تمتع حزب الله وإيران بأي حرية للتنقل ونقل الأسلحة فوق الأراضي السورية.

لا شك أن إيران ترفض الإجراءات والتوجهات الروسية، وهي تربط الدخول في أي حل أو تسوية، بتحقيق نقاط تعزز موقعها وتعوّض لها الخسارات التي تكبدتها منذ دخلت إلى سوريا، وهي فتح ممر آمن واستراتيجي من إيران إلى سوريا وتالياً إلى لبنان، بالإضافة إلى البقاء في صلب التحولات السورية مع التأثير الكبير في المجريات السياسية استناداً إلى نتائج الميدان، الأمر الذي تعارضه موسكو، في سياق سعيها لتوفير مظّلة الأمن لإسرائيل. وتشير المصادر إلى أن هناك أكثر من صيغة حلّ للوضع في جنوب سوريا.

يبقى السؤال عن موقف النظام السوري مما يجري، رئيس النظام بشار الأسد أشار إلى وجود إختلافات لكنه وضعه في سياق الأمر الطبيعي، فيما المصادر تؤكد أن النظام السوري يميل إلى جانب الروس بفعل الضغط الكبير، والتأثير الروسي الأكبر. وهذا ينعكس في إنتشار قوات من الجيش السوري في محيط القصير، وصولاً إلى مناطق قريبة من الحدود اللبنانية، هذا الإنتشار يأتي بناء على مطلب روسي، لما تمثّله المنطقة من أهمية إستراتيجية جغرافياً وعسكرياً، وهي منطقة مؤذية بالنسبة إلى الإسرائيليين، خاصة أنها تحتوي على قواعد عسكرية ضخمة وأسلحة كاسرة للتوازن.

 

ربيع سرجون – الانباء