جواز السفر

منتصب القامة أمشي، مرفوع الهامة امشي، في كفي قصفة زيتون وعلى كتفي نعشي.. وجواز سفر يبحث عن حلم ينقلني الى عالم آخر، عالم لابما أجد فيه الراحة والعيش والعمل بكرامة بعد ان سدّت في وجهي كل المنافذ في بلدي، وكل الابواب لا اسمع منها سوى عبارة واحدة: “آسفين لا وظائف شاغرة لدينا”، انها حكايتي منذ تخرجي الجامعي بعد سنين من العذاب ومصاريف الكتب والقرطاسية والاقساط والتنقل التي لا تنتهي. كلها من يد ساعد والدي الكادح المتصبب عرقا لتحصيل لقمة العيش التي اصبحت في بلدي تعز على الكثيرين، فلا سياسة تنظم سوق العمل او الطبابة او السكن  ولا ضمانات تصون كرامة المواطن.

فيما جواز السفر، يا حلم أقف من اجله مع الكثيرين امثالي امام ابواب السفارات وعلى ابواب اصحاب السعادة والمعالي.

هل هذا هو الثمن الذي يدفعه شعب تصدى لكافة المؤامرات التي حاولت تمزيقه؟ هل هو ثمن يدفعه من تصدى ودحر عدو غاصب حاول احتلال ارضه وسحق كرامته؟

اين الحرية؟ اين حقوق المواطنية لنا نحن الشباب، شباب الغد اهل هذه الارض الطيبة؟ اين المشاريع التي وُعدنا بها فهل حقا كلنا للوطن، ام ان الوطن لحفنة من اصحاب النفوذ والمنتفعين الذين يدورون في فلكهم؟

يا اصدقائي يا ابناء هذا الوطن يا ايها الشباب، اصبروا وابقوا واقفين كالاشجار واحلموا بغد افضل، مزيدا من القبضات الفولاذية على جواز السفر، حامل الاماني بختم يزينه وطائرة ترتفع في سماء الوطن تحملنا الى مكان بعيد، علّنا نستطيع ان نبني مستقبلنا بعزة وكرامة واعلموا ان الحياة انتصار للاقوياء في نفوسهم لا للضعفاء… انها حكايتي مع الزمن حكاية جواز سفر. وانا منتصب القامة امشي مرفوع الهامة امشي.

ابو عاصم