يحق لوليد جنبلاط أن يفاخر!

وهيب فياض

يحق لوليد جنبلاط ان يفاخر بطائفته، وبجمهوره، وبمحازبيه.

حقه ان يفاخر بطائفته اولاً وقبل كل شيء لأنها طائفة مؤسسة للكيان اللبناني، ثم لأنها الأولى بين الطوائف بنسبة العلمانيين فيها بالمعنى السياسي للكلمة، بعد ان رفعها كمال جنبلاط، ومن بعده وليد جنبلاط، الى درجة تصدّر المطالبين بإلغاء الطائفية السياسية، وهذا ما تثبته الأحداث، كما تثبته استطلاعات الرأي في كل موضوع له علاقة بعلمانية الدولة.

وله ان يفخر بأنه كما والده من قبله، قد حزّب طائفة، بدل ان يطيف حزبا، رغم كل طائفية النظام، وبقي سيفا ودرعا للعروبة وللاسلام من جهة، ورمزا للانفتاح على الاخر ونبذ التعصب من جهة اخرى.

وحق وليد جنبلاط ان يفاخر بجمهوره الذي يتجلى بوضوح في كل المناطق والطوائف اللبنانية، خصوصا عندما يكون الحدث وطنيا، والقضية وطنية، فنرى الخصوم قبل الأصدقاء، يشيدون به، ويتماهون معه، ويستلحقون موقفه، لانه السباق في فك الطلاسم، واظهار المستور، وتظهير المواقف، بل ان من لا يوافقونه الرأي تراهم يتحفظون حتى تبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، تحسبًا لعودتهم عن خطأ تقديرهم.

اما مفاخرته بمحازبيه، فلأنهم يثقون به قائدا يستطيع قراءة ما لم يكتب بعد، وما لم يحصل بل هو على وشك الحصول.

وحتى من كان منهم متسرع الأحكام، او حامي الرأس، او متشككاً بطبعه وميالاً الى مناقشة مواقف رئيس حزبه، من باب ديمقراطية القرار، تراه صاحب ثقة برؤيا وبوصلة الرئيس التي لا تخطئ الاتجاه أبدا، فيتمهل في النقاش، لانه سيُصبِح بدون موضوع عند وضوح الرؤيا لديه، بسبب صوابية ودقة القرار.

اما اصحاب الرأي من مظهّري مواقفه وشارحي توجهاته فهم دائما عملة وليد جنبلاط الصعبة، التي تجعله اكثر ملاءة من اقرانه، لأنهم، وان كانوا بأغلبيتهم غير مكلفين بهذه المهمة، الا انهم شريحة اصحاب الثقافةً الواسعة في الشأن السياسي، وعمقه التاريخي، والمتابعين لحركات وسكنات السياسة اللبنانية وامتداداتها الخارجية، بل هم اصحاب حدس لا يخطئ، حتى لتخالهم حين يشرحون المواقف والتوجهات وكأنهم ساهموا في صنعها او عايشوا لحظات ولادتها، او مطلعين على اسرارها، وان لم يكونوا كذلك ولكنهم يستقون ما يقولون، من ثبتت المسار ودقة الخيار، والثقة بصحة القرار، مما يوفر عليهم مشقة الانتظار .

وليد جنبلاط وطائفته وجمهوره ومحازبوه ومن يشرحون مواقفه، على قول المثل، طبق من نحاس يكفيك ان تنقر على طرف من أطرافه، لتسمع رنة كل ذرة فيه.

فحق له ان يفاخر بهم، وحق لهم ان يثقوا به.

(الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم وهيب فياض

جنبلاط يهادن مجدداً وينعي اتفاق الطائف

أيها المعلم المشرق علينا من عليائك

نزار هاني: أرزتك أطول من رقابهم!

ما وراء خطاب العرفان!

عن الفتح المبكر للسباق الرئاسي: قتال بالسلاح الأبيض والأظافر والأسنان!

عهد القوة ام العهد القوي؟

من موسكو: تيمور جنبلاط يجدل حبلاً جديداً من “شعرة معاوية”!

لجيل ما بعد الحرب: هذه حقيقة وزارة المهجرين

حذار من تداعيات إزدواجية المعايير!

عن دستور ظاهره مواطنة وباطنه عفن سياسي!

لا تحطموا برعونتكم أعظم إختراع في تاريخ الديمقراطية!

رسالة من العالم الآخر: من أبو عمار إلى أبو تيمور!

لتذكير من لا يذكرون: تجارب وزراء “التقدمي” مضيئة وهكذا ستبقى!

تبيعون ونشتري

إنه جبل كمال جنبلاط!

إلا أنت يا مير!

ادفنوا حقدكم لتنهضوا!

الإصلاحيون الحقيقيون: إعادة تعريف!

مطابق للمواصفات!

خيارات المختارة وتحالفاتها: قراءة هادئة!