ما علاقة لقاء بيت الوسط مع جعجع باستقالة نادر الحريري؟

منذ ما بعد صدور نتائج الإنتخابات النيابية، تحرّكت الإتصالات بشكل قوي على خطّ معراب بيت الوسط. مثّل سمير جعجع شخصية ثابتة في تحالفاته، ولم يذهب إلى تحالفات إنتخابية هجينة، موقفه هذا بالإضافة إلى مواقف أخرى ترفض التنازلات، وضعته في مرتبة أولى خليجياً. نظرت إليه المملكة العربية السعودية بأنه الحليف الأوثق والذي يمكن الاتكال عليه في مشروع مواجهة حزب الله، لأنه لا يقدّم أي تنازلات. قيمة جعجع بنظر دول الخليج تجلّت مجدداً بزيارة التهنئة التي أجراها إلى معراب القائم بالأعمال السعودي والسفير الإماراتي لتهنئته على النتائج التي أحرزها. وهذه لا يمكن فصلها عن ابتعاد نادر الحريري وعن لقاء بيت الوسط.

تشير مصادر متابعة لمجريات اللقاء بين الطرفين أن التحضير للقاء قد بدأ عبر قنوات التواصل قبل أيام، وقد أحرز تقدّماً إيجابياً جداً وفق ما تؤكد مصادر قواتية، معتبرة أنه سيؤسس للتنسيق في كل تفاصيل المرحلة المقبلة. ويشبه القواتيون نتيجة اللقاء بين الحريري وجعجع أنه سينتج إتفاقاً سياسياً وأساسياً متجدداً بينهما، على قاعدة كل العناوين التي كانت تجمعهما سابقاً، وهذا الامر الذي كان يعرقله نادر الحريري بحسب القواتيين، وبمجرّد خروجه فهذا يعني أن العلاقة ونتائج ستكون أكثر جدية من السابق، ولا يمكن التلاعب في نتائج، ولا يجدر منطق الرقص على حبال متعددة، خاصة أن الحريري على ما يبدو سيبقى ماضياً في إجراءات التنظيمية داخل بنية تياره.

قبيل اللقاء بين الحريري وجعجع، كان قصر بعبدا يشهد لقاءاً بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، والذي أعاد حرارة العلاقة بين الطرفين، وجرى البحث في إنتخابات رئاسة المجلس، وتشكيل الحكومة. من حيث الشكل والصورة، يقود المشهد إلى استذكار لحظات الإنقسام العمودي بين الأفرقاء، على أساس 8 و14 آذار. لكن عملياً حتى الآن ليس ما يشير إلى العودة للقواعد السابقة، فيما اللقاءات مصلحية، بري يريد رئاسة المجلس وفتح العلاقات مع الجميع وخصوصاً بعبدا، والحريري يريد رئاسة الحكومة ويحتاج لأصوات القوات كما غيرها.

وبالتالي قد تكون هذه التقاربات كلها، تهدف إلى منطق ضغط الأفرقاء على بعضهم البعض، في إطار عملية تشكيل الحكومة وما تخضع له من ابتزاز، خاصة أن جعجع أكد أن البحث تركّز على تشكيل الحكومة، والمرحلة المقبلة.
ربيع سرجون – الانباء