مَضَى ولم يمضِ! وما زال الفؤادُ خالداً!…/ بقلم هيثم عربيد

كتبَ الحُلُمَ على أجنحةِ الحريَّةِ، ومضى ليحقّقَ ذاتَهُ الثائرةِ بِخُطى العقلِ، فما كانَ سبيلُهُ إلّا المحبّةَ المُشرِقَةَ داخِلَ نبضِهِ التربويِّ والرّؤيَوِيِّ المُتَهادي بالأملِ، فعانقَ السلامَ والحِكْمةَ واحتكمَ للقيمِ وشرأبَ بِها، حتّى توغَّلَ بما يعشقُ، لترتديَ التربيةُ ثوبَ ردائهِ كما ارتداها. بعدَ مدادِ المدِّ والجَّزرِ في صقلِ عالمهِ الباسمِ، أضحى المُربيُ الباسقُ في فضاءِ التربيةِ،.. والمنتصرُ باليقينِ،.. والمتحقّقُ خلفَ جمالاتِ المشهديَّةِ التي راودتْهُ مُذْ كان يخطُّ خريطةَ المستقبلِ!.. لقد إستبقى ذاتَهُ التوَّاقَةِ للتحدّي وغَمَرَها بالإرادةِ والرؤيةِ والهدفِ، وتمدَّدَ بِجُلْجُلَةِ التّضحيةِ، كي يستفيقَ الوطنُ بالإنسانِ المؤمنِ بمعزوفةِ الإرتواءِ من ورودِ التربيةِ، وهو من أسّسَ وعلَّمَ وتسامى بمقوِّماتِ الإستقراءِ المستقبليِّ الهادفِ لمنعِ الظُلمَةِ بالعقولِ، وإرساءِ لُغَةِ النجاحِ الإبداعيِّ، وإنارةِ فرحِ الأجيالِ كلَّ الأجيالِ. نعم يا أُستاذَنَا الحبيبَ المُربي فؤاد ذبيان، لقدْ أنشدتَ الأملَ والعملَ والوفاءَ للّرسالةِ التي حملتَها، لإبرازِ الكمِّ المتجدِّدِ من أيقوناتِ الإبداعِ التفوُّقيِّ، لتزرعَ السلامَ العلميِّ والتدريسيِّ، كهمسةٍ ونسمةٍ وبسمةٍ تُحيطُنا بإبرازِ صدى الصقلِ الراقي لمدارسِكَ التي عشقتَها وعشِقَتكَ. وستبقى كما شيّدتَها بمسالكِ مناداةِ الرُقيِّ التقدُميّ والتربويِّ الحقيقيِّ، وكَما أطربتَها بتوازناتِ نبضِكَ، ستُطرِبُ الوطنَ والوطنيَّةَ بالنجاحِ تلوَ النجاحِ للطلّابِ والطالباتِ، وهُمْ يُدَوِّنونَ الدربةِ الحياتيَّةِ الساطعةِ بالوعي الطالبيِّ المُتَغَلغِلِ بفؤادِكَ، والمتجذّرِ بأفئدةِ الأجيالِ…

أمّا بعدَما استرسلَ الفؤادُ بعمقِ وصفاءِ إنسانهِ، فكانَ ولم يزلْ وسيبقى لُغةَ الوطنِ كرسالةٍ للإدراكِ المعرفيِّ والثَّقافيِّ والتَّربويِّ المتجلّي بالقولِ والعملِ. تمرَّسَ بلُغَةِ المدِّ والجزرِ واستطاعَ بسعةِ صدرهِ أن يدمجَ الأنوارَ بنورِ زرعهِ الشّاخصِ للعطاءِ خلفَ جوهرِ التحدّي للذاتِ التوّاقةِ للإشراقِ تلوَ الإشراقِ الداخليِّ والخارجيِّ في آنٍ!!. ممَّا جعلَهُ يُحاكي مُنتدى الوعيِ والعناءِ والإعتناءِ بميزانِ الإكتتابِ بكتابِ الحياةِ، ليشرقَ بشغفِ وغبطةِ مناداةِ الكتابِ المدرسيَّ الدائمِ فوقَ رُبَى ومُنَى التحليقِ العرفانيِّ القائمِ بأروقةِ شخصهِ، وهو من غمرَ ويغمرُ الأجيالَ بكوكبةِ النَّجاحِ، وما وراءَ هذا الهدفِ النبيلِ من السموِّ والإرتقاءِ المُتنامي بالّلامحدودِ والّلامتناهي في فرحِ عالمِ الكسبِ الدَّائمِ للّوثباتِ الحالمةِ والواثقةِ بحقيقةِ الحياةِ المعرفيَّةِ والتربويَّةِ الحقّةِ!!!…

نتوقّفُ عِندَ هَذِهِ الإيماءاتِ والإرشاداتِ والتوجيهاتِ والمبادئِ التربويَّةِ والمؤسّساتيَّةِ المتقدِّمةِ، لنرى شمسَهُ تبهرُ عيونَنا وجوهرَ نبضِنا بنقاءِ عالمهِ المُحَطِّمِ للسجونِ، والباني لللإطمئنانِ الإنسانيِّ وحقيقتِهِ الراسخةِ، وهو الرؤيويُّ المُستنتجُ بأنّ الضياءَ التعليميَّ الصحيحَ هو الذي يضيءُ الضّياءَ ذاتَهُ خلفَ لولبةِ الإستنارةِ المستمرةِ في بوتقةِ صهرِ النورِ بالنورِ، ليتجلَّى الأسمى والأنقى والأبقى والأصفى في عالمِ جندلةِ الجهلِ والتجاهلِ بجدليَّةِ مطرِ المعرفةِ والعِلْمِ، كلَّ المعرفةِ والعِلْمِ!!…

ها نحنُ نعِدُكَ ونعاهِدُكَ أيُّها المربي الكبير الأستاذ فؤاد ذبيان، وأنتَ في علياءِ التّربيةِ الكليَّةِ وإشراقةِ الخلودِ الباهرِ، أنَّنا معكَ برسالةِ تحويلِ الوطنِ إلى مدارسٍ متنوّعةٍ، لنغتنمَ ونكتسبَ نشوةَ ترسيخِ الوعي في كينونَتِنا الحياتيَّةِ، التي ما بَرِحَتْ تمضي نحوَ إنشادِ وِسامِها المتنوِّرِ بفضلِ ما رسَّختُم بنا، حتّى يلجَ الوطنُ الحريَّةَ المنصهرةَ بالتربيةِ والقيمِ، ويحطِّمَ مسالكَ اللاوعي واللاإدراكِ واللاإتقانِ واللاشعورِ في منحى المسؤوليَّةِ الواعدةِ بحضنِ وحمايةِ الأجيالِ!!…

ختاماً ودونَ اختتامٍ، لقد رسَّخَ المُربّي الأستاذ فؤاد ذبيان جذورَ الأرزِ المؤسساتيِّ على قممِ النهضةِ التربويَّةِ والحقيقةِ التعليميَّةِ، وبدربةٍ عقلانيَّةٍ رَوَتْ الإنسانَ بسناءِ التألُّقِ التاريخيِّ في مضمارِ بحورِ النجاحِ الغيرِ مسبوق، على مستوى الوطنِ كلُّ الوطنِ، لينعَمَ الفؤادُ بهيثمهِ، وَيَطْمَئِنَّ للأمانةِ والرّسالةِ والحلُمِ التوّاقِ للجمالِ والخيرِ المعرفيِّ الهائمِ والقائمِ بمكنوناتِ الإرتقاءِ التعليميِّ والتربويِّ الحقيقيّ!…

(الأنباء)