وزارياً: ما قبل 6 أيار ليس كما بعده!

ما كان قبل السادس من أيار لن يكون كما بعده، فنتائج الانتخابات النيابية حدّدت الاحجام، واظهرت توازنات جديدة، على الجميع التعامل معها بواقعية سياسية.

هذا ما قاله النائب وائل ابو فاعور الى محطة “او تي في” ليرسم بكلامه خطوط المرحلة المقبلة، ويوجه الرسائل في كل الاتجاهات.

جوابه عن سؤال حول الحصة الدرزية في الحكومة بدا منطقيا: “إذا كانت الحكومة من ثلاثين وزيراً، فالحصة هي ثلاثة وزراء يسميهم وليد جنبلاط، وممنوع على أحد حتى مجرد إبداء الرأي في الاسماء”، فالموقف لا ينطلق من احتكار التمثيل بقدر ما هو أمانة للصوت الدرزي الذي أعطى للحزب سبعة نواب دروز من اصل ثمانية، فيما مقعد النائب ارسلان ترك له شاغرا، واصوات الناخبين بينت انه لو لم يترك فارغا ربما لم يكن ليفوز به.

قبل السادس من ايار كان جنبلاط يقدم التنازلات تلو التنازلات حفاظا على الاستقرار العام في البلد او لتسهيل تأليف الحكومات، وداخليا كان يعطي من حصته التمثيلية في النيابة والوزارة حفاظا على وحدة الصف وتعزيزا للمناخ الايجابي في الطائفة الدرزية، ولم تلقى مبادراته اي ايجابية من الطرف الآخر، بل كان هذا الطرف يتمادى في غيّه، وفي استخدام ما يُعطى له سلاحا بوجه العاطي، وما الخطاب الخارج عن المألوف الذي ظهر بعد حادثة الشويفات الاليمة والمؤسفة الا دليلا على نكران الجميل من جهة، وتسعيرا للمواجهة من جهة أخرى.

إن الاحجام التي حددتها الانتخابات، تستلزم رسم سياسة جديدة، تعيد الآخرين الى رشدهم السياسي وتعقلهم من ناحية، وإحترام إرادة الناخب في تحديد من يمثله من ناحية اخرى. وأصوات الناخبين جاءت لتقول: “آن الآوان لذلك”.

(الأنباء)