ادفنوا امواتكم وانهضوا/ بقلم ربيع الحوراني المصري

لم يشأ أعداء الحياة أن يكون إنتصارنا تاماً، فوجهوا لنا ضربة موجعة قلبت النصر حسرة والفرح دموعاً.

لم يحتمل هؤلاء إنتصارنا المحقّ وسقوطهم المدوّي، فوجهوا لنا إعتراضا بالحقد بالدم بالقتل، محاولين إستدراجنا إلى ما يبتغيه معلّميهم، لكن الجبل كان أوعى من ذلك، فعض على الجرح ووقف وقفة أم الصبي وأبيه، ووأد الفتنة.

مما لا شك فيه أن الخسارة كبيرة، وإن إستشهاد علاء إبي فرج أصاب كل بيوتنا بيتاً بيتاً وملأها قهراً ودمعاً وغضباً لعدم إحقاق الحق وعدم تسليم المجرم.

لكن يا رفاق، لا تجعلوا الخسارة الكبيرة تغدو خسارتين!

لا تدعوا المجرمين يحققون نصراً مضاعفاً!

أدفنوا أمواتكم وانهضوا، اليوم أكثر من أي وقت مضى.

أدفنوا أمواتكم وانهضوا، ينتظركم الكثير من النضال ومن العمل ومن التضحية.

إنهضوا، لا تخسروا قوة الدفع (Momentum) التي أعطاكم إياها النصر في الإنتخابات النيابية، وتظافر العمل الحزبي والشعبي تحضيراً لهذه الإنتخابات.

إنهضوا، للحقبة الجديدة من النضال التي وعدتم الناس بها.

إنهضوا، جدّدوا حزبكم، أعطوه روحاً جديدة، طهّروه من النفعيين والوصوليين والدوغمائيين، ضعوا خططاً للعمل، أكثروا من “العمل المباشر”، أنشروا الوعي، أنتصروا لحزبكم وبه.

إنهضوا، إستثمروا الفرصة، واكبوا نوابكم الجدد، حضّروا لهم الملفات ومشاريع القوانين، طالبوهم بما اتفقتم عليه قبل الإنتخابات، كونوا معهم، حاسبوهم إذا لزم الأمر.

إنهضوا، وفاء للناس، نعم الناس، أصبح للناس في أسبوع واحد عليكم جميلين، نتائج الإقتراع والتحلي بالوعي والحكمة أمام المصاب الكبير والظلم والمذلة.

إنهضوا، وفاء للناس، إفتحوا ملفات “من بيت لبيت” إجمعوا ملاحظات الناس، حضروا المشاريع حيث يجب وضمن القدرة، خاطبوا الناس، إبقوا في يومياتهم، ناضلوا من أجلهم.

إنهضوا، لا تدعوا عباد الموت يقضون على همتكم على القوة التي زودكم بها الإنتصار، لا تدعوهم يعبثوا بتيار الحياة النابض فيكم أسقطوا شعاراتهم الواهية وانهضوا ثوروا إعملوا لينتصر شعاركم “مواطن حر وشعب سعيد”.

إنهضوا يا رفاق، جرحنا عميق، بلسموه بالعمل، وخسارتنا كبيرة، لا تحولوها إلى خسارتين.

(الأنباء)