هل يطلب عون من “التيار” التصويت لبري؟

يبدو أنّ ما قبل الانتخابات غير ما بعدها بالمعنى الإيجابي للمقاربة هذه المرة، لا سيما على خطّي قصر بعبدا وعين التينة. فالعلاقة الحيوية بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والتي تزعزعت في مرحلةٍ من المراحل، عادت إلى ديناميتها استنادًا إلى حقيقة وعي الرجلين خطورة المرحلة، وتمسّكهما بإنجاح العهد الباحث عن انطلاقة جديدة لا تشوبها المشاكل والخلافات والنكايات.

على عتبة انتخاب مجلس النواب الجديد رئيسًا له ونائبًا للرئيس، يعيد الرئيس نبيه بري حساباته رغم يقينه ويقين الجميع بأنه عائدٌ من الأبواب العريضة إلى برلمان لا يبدو مستعدًا لاستقبال سواه راهنًا، ومردُّ ذلك إلى اقتناع الجميع بأن الرئيس بري ضمانة للبلد وهو ما أثبته في خير مناسبة من خلال “الأرانب” التي أخرجها في أحلك الأزمات.

تستعيد خطوط التواصل بين عون وبري حرارتها وهي التي لم تنقطع يومًا. يبحث كلا الرجلين عن انطلاقة جديدة للعهد تحمل ثمارًا عمليّة في بلدٍ يتخبط في مشاكله الاقتصاديّة ويقاسي تبعات الجوار المشتعل.

وفيما يحرص بري على الخروج ظافرًا بأصواتٍ من مختلف الكتل ولا سيما التكتلات المسيحية بما يعزز ميثاقيّته التي غدت عرفًا للجلسات يضمن تصويت كلّ الطوائف، يُهمَس في الكواليس السياسية عن توجّه التيار الوطني الحرّ إلى حجب أصواته، أقله أصوات المتلزمين، عن الرئيس بري في محاولة ردّ اعتبار على حجبه صوته وأصوات نوابه عن الرئيس عون في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية. بيد أنّ معلومات لـ”الأنباء” أشارت إلى أن “عون يرفض هذا النهج النكائي ويسعى إلى تأمين تقليعة سلسة لعهده مع مجلس جديد وحكومة جديدة يعتبرها الأولى في عهده، لذا يريد انطلاقة خالية من أي شوائب ومشاكل وخلافات. كما يعلم عون أنّ الليونة مع بري في هذا المجال من شأنها أن تسهّل عملية تأليف الحكومة، لذا قد يطلب عون من نواب التيار وحلفائهم التصويت لبري في الجلسة المنتظرة بعد أقل من أسبوع”.

هذه الصورة الوفاقية الوردية سارع برّي إلى التعبير عنها على مدى يومين متتاليين، حيث أشار أولًا إلى أنه سيصوّت لأي نائب رئيس يقترحه الرئيس عون، وبعدها من قصر بعبدا عندما وصف علاقته بعون بـ “الممتازة والمتجددة”، معيدًا تأكيد أحقيّة التيار الوطني في تسمية مرشح له لمنصب نائب الرئيس كونه التكتل الأكبر في البرلمان الجديد.

رامي قطار- “الأنباء”