“صاحبات سعادة” بكوتا 4.6%… من هنّ؟

صحيحٌ أنّ بورصة الترشيحات النهائية للانتخابات البرلمانية رست على 111 سيّدة، بيد أنّ 86 منهنّ فقط وجدن ضالتهنّ في لوائح توزّعت بين الأحزاب والمجتمع المدني، ليكون مصير 25 منهنّ الانسحاب بسبب عدم ضمهنّ إلى أيّ لائحة. وصحيحٌ أنّ 86 خضنَ السباق في مختلف الدوائر، بيد أنّ ستًّا منهنّ فحسب سيدخلن مجلس النواب بعد أيام كـ “صاحبات سعادة”.

في المحصّلة الرقمية، ارتفعت نسبة النساء في البرلمان اللبناني في هذه الدورة، ومردُّ ذلك حتمًا إلى النسبيّة التي لولاها لتمكنت في النظام الأكثري ثلاثٌ منهنّ فقط من ضمان وصولهنّ إلى الندوة. في عملية حسابيّة سريعة، يتّضح أن معدّل ستّ نساء مقابل 122 رجلًا يشكّل كوتا بنسبة 4.6% وهي نسبة خجولة جدًا مقارنة لا بالدول الغربيّة بل ببعض الدول المحطية كتركيا (18%) والأردن (15%).

بالعودة إلى نائبات لبنان الجديدات، يمكن القول إن ثلاثًا منهنّ اختبرن الشأن العام رسميًا وثلاثًا جديدات عليه.

ستريدا جعجع، بهية الحريري، عناية عزّ الدين، بولا يعقوبيان، رولا طبش، وديما جمالي. ستّة أسماء سترافق اللبنانيين على مدى أربع سنوات. واللافت في هؤلاء أنّ ثلاثًا منهنّ نجحن على لوائح تيار المستقبل، وواحدة على لائحة حركة أمل وواحدة على لائحة القوات وواحدة على لائحة المجتمع المدني.

في التفاصيل، ليس البرلمان جديدًا على بهية الحريري وستريدا جعجع، فهاتان السيدتان تعرفان جيدًا طعم التشريع واختبرتاه على امتداد أكثر من عقد، وبالتالي لن يتبدّل شيءٌ عليهما. ومن العمل الحكومي إلى العمل التشريعي تنتقل السيدة التي أحبها الجميع واعترف بنشاطها، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية عناية عز الدين والتي ستكون النائبة الأولى المتحدرة من صور.

إلى هؤلاء الثلاث تنضمّ الإعلامية بولا يعقوبيان المنخرطة في عالم السياسة منذ زمن والمنتقلة من تجربة إعلامية إلى تجربة تشريعية. علمًا أن يعقوبيان هي الفائزة الوحيدة في كل لبنان على لوائح المجتمع المدني بعدما كادت زميلتها الإعلامية جمانة حداد أن تبلغ الندوة البرلمانية قبل أن تثبت خسارتها في اليوم التالي للانتخابات.

تبقى سيّدتان واحدة من بيروت وأخرى من طرابلس. رولا طبش، فازت على لائحة تيار المستقبل في بيروت وتحمل قضيّة منح الأم جنسية لأطفالها إلى المجلس النيابي كأولوية مطلقة. أما ديما جمالي فستكون السيدة الطرابلسية الأولى التي تدخل البرلمان من أبوابه العريضة. وهي أستاذة في كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت وتحمل شجون منطقتها وأهمية تعزيز الإنماء فيها على رأس مشاريع أعمالها التشريعية.

ستّ وجوهٍ لطيفة ستزيّن مجلسًا يفتقد هذا العام إلى بعض الوجوه التقليدية وبعض الشخصيات “خفيفة الظلّ” ولكنه حتمًا سيتلوّن بأصواتٍ نسائيّة يتمنى اللبنانيون، لا بل اللبنانيات خصوصًا، أن تعلو على ما عداها من أصواتٍ “ذكورية” متى تعلق الأمر بحقوقهنّ.

رامي قطار- “الأنباء”