الانتخابات والمحاذير المخيفة

د. ناصر زيدان (الانباء الكويتية)

وحده رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، هنأ اللبنانيين بانتهاء الانتخابات النيابية بخير وسلام، ووحده أيضا من اعتبر ان قانون الانتخاب حقق التمثيل الصحيح، برغم أن الشوائب التي اعترت العملية الانتخابية كانت كبيرة جدا، وأظهر القانون إخفاقات واسعة، لا يمكن بأي حال من الأحوال القبول بها في المستقبل، بحيث نجح نواب نالوا 77 صوتا كالنائب إدي ديمرجيان في دائرة زحلة والنائب مصطفى الحسيني الذي نال 226 صوتا تفضيليا في دائرة جبيل، وفشل مرشحون نالوا في حدود عشرة الآف صوت كالنائب زياد القادري في البقاع الغربي – راشيا.

من المحاذير المخيفة، والتي قد تهدد مستقبل لبنان برمته، اعتماد هذا القانون مرة ثانية من دون تعديل، لأنه يهدد الحياة السياسية اللبنانية برمتها، حيث غابت القيم السياسية والبرامج، وسادت نمطية نفعية مخيفة في اكتساب ود الناخب، كما ساد تحريض طائفي ومذهبي غير مقبول نهائيا، وقليلة هي القوى أو الأحزاب التي حافظت على بعض المصداقية في تحالفاتها الانتخابية، بينما غرقت القوى المتعددة في تناقضات هائلة، بحيث كانت تشيد بطرف سياسي خدمها في منطقة، وتهاجمه في منطقة أخرى على ذات الموقف، في استباحة غير مسبوقة للقواعد التعاطي السياسي.

مهما يكن من أمر، فإن بعض أهداف القانون تحققت على ما كان ينتظر الذين تحمسوا له، لاسيما لناحية ربح مقاعد نيابية في مناطق مختلفة، ولو بعدد قليل من الاصوات، لكن بعض الاهداف الأخرى لم تتحقق، لأنها كانت تهدف لإلغاء نفوذ بعض القوى التي تتشكل كتلها من نواب ينتمون الى طوائف متعددة.

ككتلة اللقاء الديموقراطي التي يرأسها تيمور جنبلاط، على سبيل المثال.

المحاذير المخيفة ما بعد الانتخابات أيضا، هي في استمرار الجنوح عند بعض المسؤولين أو القوى، لاستثمار نتائج هذه الانتخابات لتحقيق أهداف عجزت عن تحقيقها في الانتخابات ذاتها، مثل محاولة استبعاد أو تحجيم بعض الكتل الفائزة، من خلال استبعادها أو تقليص تمثيلها في الحكومة العتيدة المنتظرة.

وإشارة رئيس الجمهورية الى إمكانية تشكيل حكومة من أكثرية حاكمة وأقلية معارضة، لفتت الانظار وأثارت المخاوف.

وتلك التجارب لا يمكن تحقيقها في لبنان اليوم، لأن القانون الحالي لأنتج كتل نيابية تتمتع بتمثيل طوائف بكاملها الى حد ما، ومحاولة استبعاد مثل هذه الكتل، يعتبر إخلالا بالوفاق الوطني الذي نص عليه اتفاق الطائف.

وإذا كان الذين قصدهم رئيس الجمهورية من فئة غير المغرومين بسياسة صهره الوزير جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر، يعني ذلك ان المخاوف تقع في مكانها، وتجارب الماضي تشير الى اضطرابات قد تحصل اذا ما مورس شيء من العزل بحق بعض هذه القوى.

وتقول مصادر متابعة لما يجري، ان مسألة تشكيل الحكومة الجديدة قد تكون محطة للتلاقي وردم التشوهات التي أصابت الحياة السياسية قبل الانتخابات، وقد تكون مناسبة للدخول في المجهول.

اقرأ أيضاً بقلم د. ناصر زيدان (الانباء الكويتية)

إخفاق في معالجة زحمة السير

الخلافات العلنية والتفاهمات السرية

انتخابات لإثبات الوجود السياسي

الانتخابات تفرق شمل الحلفاء

هل انتهت الأزمة السياسية بين التيار و«أمل» مع انتهاء الهيجان السياسي؟

كيف أطاح قانون الانتخاب الجديد بالتحالفات التقليدية؟

إعادة الحياة إلى وسط بيروت قرار في منتهى الأهمية

عن ذكرى استشهاد محمد شطح «رمز الحوار»

دوافع بيان مجلس الأمن؟

لا مستقبل للسلاح غير الشرعي

هل شملت التسوية الجديدة كل أطراف العقد الحكومي؟

مساكنة حكومية إلى ما بعد الانتخابات

عن شروط الاستقرار في لبنان

القطاع الزراعي اللبناني على شفير الانهيار

لملمة الوحدة الوطنية

ما أسباب مخاوف بري على «الطائف»؟

زيارة الحريري إلى موسكو بين الواقع والمُرتجى

المجلس الدستوري يربك القوى السياسية

الجيش اللبناني ومواجهة المستقبل

الكويت ولبنان