تبيعون ونشتري

وهيب فياض

ان تبيان الحقائق والوقائع في ظل قانون انتخابات ٢٠١٨ ليس من اجل الدعاية الانتخابية او كسب الأصوات، ولكنه للتاريخ الذي لن يقصر في لعن من طبخ هذا القانون، خصوصا انه لن يصمد لأكثر من دورة واحدة يتيمة، او قل دورة بنت زنى.

لا نقول ذلك خوفا من خسارة، فنحن اكثر الرابحين على الارض، وفِي ضمير الناس، وحتى في المقاعد النيابية، لان حجم تمثيلنا سيكبر سواء بحجم الكتلة الناخبة التي سيحسب لها الخصم قبل الصديق الف حساب الان وفِي كل اوان، او بقيمة من سيمثلوننا في الندوة النيابية من نواب اقل ما يقال فيهم انهم رجال دولة بامتياز.

للتاريخ نقول اننا سنربح الانتخابات في ظروف أسوأ من عام ١٩٥٧، وقانون أسوأ من اي قانون على الإطلاق، لنقول للقاصي والداني، الخط مقطوع فلا تحاول مجدداً.

وللتاريخ نقول ان فائض عدد الأصوات لدينا سيكون موزعاً بكل أمانة ودقة حسابات سواء بسواء دون التفريق بين حزبي وحليف، وبين دين ودين ،وبين طائفة وطائفة، وهذا ما يصنع الفرق والثقة بين أعضاء لائحة المصالحة وأعضاء بقية اللوائح في الشوف وعاليه خصوصا وفِي كل لبنان عموما.

الفرق ليس فقط أرقاما على أوراق، بل في الالتزام والاخلاق.

الفرق كبير بين من يقول للناخبين نحن مسؤولون عن محازبينا ولسنا مسؤولين عن الذين بعناهم مقاعد كمرشحين، وعليهم شراء مقاعدهم كنواب بأنفسهم. وبين من يقول ان الالتزام باللوائح كاملة وبكل أعضائها هو الهدف.

الفرق كبير بين من يمزق ورقة اوعا خيك، ومن يعطي الرفيق والأخ والصديق والحليف محترما قيم الصداقة والاخوة والتحالف وبين من يقول لاعضاء اللائحة دبّر رأسك، ومن يقول وجودك في اللائحة أمانة في العنق.

وبين من كان نائبا ولم يتم ترشيحه فصار رافعة لرفاقه المرشحين، ومن يقال له قدم لنا فاتورة أعتابك ونفيك الى الخارج ونحن ندفعها لك.

وبين من يستعمل رجاله ومناضليه وكأنهم قذيفة تطلق لمرة واحدة، لتستبدل بغيرها. ومن يتسابق رجاله الى تلقيم ذخيرة الأصوات، تهدر في صناديق الاقتراع.

هناك فرق بين من يثير الغرائز الطائفية وبين من يطفىء الخصومة بالتسامح والمصالحة، فاجراس الكنائس ليست مقدسة لشكلها ولا لمعدنها، بل لصوت الله فيها يصدح فيها كل الجبل.

ومكتبة وأيقونات دير المخلص لم تكن الا أمانة استلمت بالعدد، ورممت وحفظت، وأعيدت بالعدد، لتشهد ان نية العيش المشترك والعودة الى اجواء صفاء ما قبل الحرب كانت ماثلة في الاذهان في عز جنون سنوات الفتنة.

الفرق كبير كبير بين من يشتري ومن يبيع.

بين من يشتري الحلفاء بالاخلاق ومن يبيعهم بالعملة الصعبة.

بين من يشتري أصوات الناس بالصدق معهم ومن يبيعهم ويبيع اصواتهم بالرياء.

بين من يشتري ضمير الناس بالوجدانية ومن يبيع الضمير بالمناصب.

بين من يشتري بالمبادىء ومن يبيع بثلاثين من الفضة.

بين من يشتري بالخطاب الوطني ومن يبيع بالتحريض الطائفي.

يوم الاثنين في السابع من أيار، ستعرفون رأي الناس في صناديق الاقتراع، فلا تستغربوا النتائج التي ستقول للمرشحين (انها اعمالكم ترد إليكم)، اما ما انفقتموه من مال لشراء الذمم فلن يرد وسيذهب هباء منثوراً، ولو ان كثيرا ممن استفادوا من ثمن اصواتهم، سيقبضون ثمن ما لن يبيعوه لأنهم سيقترعون بضمائرهم لا بجيوبهم.

(الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم وهيب فياض

جنبلاط يهادن مجدداً وينعي اتفاق الطائف

أيها المعلم المشرق علينا من عليائك

نزار هاني: أرزتك أطول من رقابهم!

ما وراء خطاب العرفان!

عن الفتح المبكر للسباق الرئاسي: قتال بالسلاح الأبيض والأظافر والأسنان!

عهد القوة ام العهد القوي؟

من موسكو: تيمور جنبلاط يجدل حبلاً جديداً من “شعرة معاوية”!

لجيل ما بعد الحرب: هذه حقيقة وزارة المهجرين

حذار من تداعيات إزدواجية المعايير!

عن دستور ظاهره مواطنة وباطنه عفن سياسي!

لا تحطموا برعونتكم أعظم إختراع في تاريخ الديمقراطية!

رسالة من العالم الآخر: من أبو عمار إلى أبو تيمور!

لتذكير من لا يذكرون: تجارب وزراء “التقدمي” مضيئة وهكذا ستبقى!

يحق لوليد جنبلاط أن يفاخر!

إنه جبل كمال جنبلاط!

إلا أنت يا مير!

ادفنوا حقدكم لتنهضوا!

الإصلاحيون الحقيقيون: إعادة تعريف!

مطابق للمواصفات!

خيارات المختارة وتحالفاتها: قراءة هادئة!