في السادس من أيار ستورق الحقول والأزهار

غازي صعب

بالعربي الفصيح: لم يكن شعبنا الأغر ينساق يوما إلى عواطف الغضب والحقد، ولَم يصغِ يوما لكلمات النفاق (ممن يدعون أنهم قادة أو زعماء)، مع عجزهم الجلي عن إقامة البرهان على ادعاءاتهم، وتطاولهم على الكبار الكبار، ولن يترك الأوفياء لهؤلاء أن يخدعوا الناس بأقاويلهم والأكاذيب، وقد جربوهم وسبروا ظاهرهم وباطنهم.

فنحن هنا، في جبل كمال جنبلاط، عرين العروبة وقلب لبنان نختزن الوفاء في دمانا.. ولا نترك الأمور تجري على أعنتها، أوعلى غاربها.

نحن، في هذا الوطن العزيز حماته، نحن جزء من الحقيقة ماضيا وحاضرا مستقبلا، نحن الذين تغلب علينا قيم الحق والصدق والأمانة، والنقاء والوفاء.

نحن الذين ليس على صدورهم قميص، ننهل من فكر المعلم وأسلوبه الراقي في معاملة الناس، من منحاه الإنساني، وسمو أغراضه وأهدافه، واستقامة نهجه ومسيرته الوطنية، ففي المختارة، لاتمييز  بين الناس فللأقصى منهم مثل الذي للأدنى، في الأمس واليوم وفِي المستقبل.

فيا أيها الأوفياء، لا يحمي الكرامة العزوف عن ممارسة الواجب والإقتراع للمحبة والمصالحة والتاريخ العريق، ولا خير فيمن عن الشهامة يدبرون.

لنمضِ معا، إلى النصر، فيمشي النصر في أثرنا، ويقتفي خطواتنا.

فلنجعل يوم السادس من أيار يوما مجيدا آخر.

ففي السادس من أيار ستورق الحقول والروابي والأزهار، ستشمخ السنابل. وترقص الشمس على القمم.

(الأنباء)