إلى حيث أنتمي…

ساري د. درغام

أنباء الشباب

الجهل بك أنت صديقي وليس بي..

داء أصابك أنت ولم يعمني..

هي سياسة اليوم يلهونك بما لا يعنيني وبات يعنيك
فبات همك لباسك، ونوعية جوالك و شياكة عربيتك لا أكثر…

قتلوا بك روحاً ثورية لو كنت تعلم بها قبل أن تمت لبت خاجلا من نفسك اليوم!

بتبعية “غنمية” نعتني، وما هي مصالحك سألتني!

وهذا جهل منك ليس مني.

سياسة “الغنمية” لم أتعلمها بحزبي يوماً!

تعلمت أن الرئيس يحترم “لموقعه” فهو ليس إلهاً.

تعلمت أن أدافع عن رفيقي وأنصره إن كان على حق.

تعلمت الروح الجماعية التي فقدتها أنت، فبلقائنا نجتمع وننمي روح المشاركة ونخدم المجتمع فهذا ليس “بقطيع” كما تراه أنت.

نجتمع لندوة ثقافية، إنسانية، إجتماعية
وإن غصت معك في الحديث أنت لا تدرك عن هذه المصطلحات شيئاً
بالرغم أنك قد تعلمتها بكتابي التربية والإجتماع.

يا صديقي ماذا لو حدثتك عن العروبة؟ عن جمال عبد الناصر مثلا؟

أكاد أجزم أنك ستجاوبني أنه من التاريخ ولا يعنيني..

ماذا لو حدثتك عن ياسر عرفات الذي بكى من أجل شعب وأرض تغتصب؟

ماذا لو حدثتك عن عدو غاصب له الدور الاكبر فيما انت عليه اليوم من سخرية ولامبالاة.

ماذا لو حدثتك عن الوطن والوطنية والإنتماء؟

ماذا لو حدثتك عن فلسطين وتاريخ فلسطين وحاضر فلسطين؟

ماذا إن حدثتك عن التوطين؟ ماذا ثم ماذا ثم ماذا؟

ماذا لو حدثتك عن المعلم؟
عن قضية ومبادئ؟ عن نصرة الكادحين والفلاحين ..

عن سفارات واصطفافات وصفقات والشك باليقين؟

لا أدعي السياسة يا صديقي وأنا بها لست من المعنيين،
ففي حزبي رجال في هذا الحقل متخصصين ..

أما أنا أؤمن بالحزب الذي قدم المعلم نفسه من أجله قرباناً…

أنا أؤمن بحزب قدم أرواحا من أجل وطن قوي لا حزين.

أرجوك ألا تسألني ماذا أستفيد…

انانيتي ما طغت علي يوماً…
وما نسيت الوطن وفلسطين كما العدو أرادني وأرادك أنت…

ماذا إن حدثتك عن من في السجون السورية من معتقلين؟

نُعت الرئيس بالمتقلب وأنت تعلم أن الجاهل في رأيه متشبث فقط وتقلباته كي تحمي الوطن الحزين من الذين للسفارات تابعين…

تنعت الوزراء بالفساد.. وأنا لا أصنف رفاقي بالملائكة البريئين.

لكن حدثني عن طفل أعاد بعون الله وائل بو فاعور له الحياة في الصحة
دون أن يسأله إلي حزب تنتمي ولا لأي دين…

لكن حدثني عن عائلات تعيش دون مستوى الفقر فكانت لوائل بالشؤون من الشاكرين…

لكن حدثني عن أكرم ولما خطة النفايات رفضت؟وإسأل ماذا قدم للمزارعين..

لكن حدثني عن أسرى أعادهم وائل من أيدي النصرى لأهلهم سالمين.

لكن حدثني عن كتب قرأتها دعك من كتب الطبخ والأحلام والمهرجين!

لكن حدثني عن حزب له في الشمال والناعمة والبقاع والجنوب مناصرين.

أسألتهم يوماً ماذا أنتم مستفدين؟ يا رجل أتعلم أنهم لدين التوحيد غير منتسبين؟

من الفخر أن يكون حزبي علمانياً، يؤمن بدولة مدنية يفصل بين الدين والسياسة.

تجد فيه مسلمين ومسيحيين لا في القاعدة الشعبيه فقط بل هم مسؤولين.

وإن كان رئيس الحزب مرجع “سياسي” لمعظم الموحدين فهذه مفخرة
رئيس حزب علماني زعيم لطائفة.

هذا لا يعني أنه طائفي إن كنت تعلم.

يا صديقي في حزبي رجال دين، وملحدين
في حزبي فقراء و أغنياء، عقلاء ومثقفين
في حزبي أساتذة ودكاترة لا فقط متعلمين.

إن العلم آخر الرسل والأنبياء في وجهة نظري
و كل ما تعلمت يوما إزددت قناعة بمبادئي وحزبي
إزددت تعلقا بمنظمة الشباب التقدمي.

ازددت إيمانا بالمعول والريشة..

ازددت إنفتاحا ولا تعصب.

ازددت وطنية لا طائفية.

حكايتي مع الحزب حكاية لا يفهمها أمثالك.

حكاية نضال ماض وحاضر ومستقبل.

لك رأيك ولي رأيي
وأنا لك من الشاكرين..

ساري د. درغام

(أنباء الشباب، الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم ساري د. درغام

هو وليد جنبلاط