رد إيراني قريب على اسرائيل… هل يكون لبنان المسرح؟

تقف المنطقة اليوم على مراقبة حدود الردّ الإيراني على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مطار التي فور العسكري. لا تعير طهران أهمية للضربات الثلاثية على سوريا التي شنّتها أميركا فرنسا وبريطانيا. ما يهمها هو الردّ على إستهدافها المباشر الذي أوقع خسائر في صفوف قواتها. تدرس ايران أكثر من احتمال لذلك، من بينها فتح الجبهة في لبنان، ولن تستطيع إطالة أمد الردّ، لأن الوقت ليس لصالحها، خاصة إذا ما استشعرت زيادة في تقلّصات نفوذها. إذ أن روسيا تتقدّم على حسابها. وهنا يطرح سؤال أساسي إذا ما ستلجأ طهران إلى قلب الطاولة في لبنان.

من بين الخيارات، العمل باتجاه الجنوب السوري، يتجه الإيراني إلى الردّ في جنوب سوريا، لكن هذا الرد لن يكون قريباً بالنسبة إلى وجهة النظر هذه. هناك نصائح تتلقاها طهران لا سيما من موسكو، حول ضرورة الحفاظ على الإستقرار في سوريا. في المقابل تلفت المصادر إلى أن الإيرانيين وضعوا خطة عسكرية جديدة لسوريا. فبعد الغوطة هناك توجه نحو الحجر الأسود وبابيلا، وباتجاه القلمون الشرقي بعدهما، وفيما بعد إلى إدلب، إذ أن الإيراني يهتم بإنهاء ملف كفريا والفوعة وفك الحصار عنهما.

لكن هذا لا يعتبر الردّ الإيراني على ضربة التي فور، إذ يحرص على أن يكون الرد في جنوب سوريا. ولكن بعد ضربة التحالف هناك معطيات تشير إلى أن إسرائيل ستستكمل ضرباتها واستهداف مواقع لحزب الله ووإيران في سوريا. قد تكون اسرائيل هي المايسترو في المرحلة المقبلة. تحت شعار إخراج إيران من الملف السوري. وهذا إذا ما توسع قد يمتد إلى لبنان وقد يُطلب من حزب الله الردّ في لبنان، لأن إيران لن تسلم بالخروج من سوريا. في مقابل مفاوضات حول تسليم ريف درعا الشرقي وريف حمص الشمالي إلى روسيا، وهذا ما سيظهر في الأيام المقبلة، سواء عبر التفاوض أو عبر توجيه ضربات.

كل هذه التطورات غير مناسبة بالنسبة إلى الإيرانيين، هم يقودون المعارك، ففي حلب التي قاتلت إيران فيها بشراسة، انتهت المعارك على دخول قوات عسكرية روسية بالتنسيق مع الأتراك، وهذا يعني فشل إيران بالسيطرة على مناطق عديدة. وهذا مؤشر يبنى عليه في مسألة مواجهة سيطرة إيران بعد التغييرات الديمغرافية. وعليه لا بد من انتظار الردّ الإيراني.

ربيع سرجون – “الانباء”