قرع الطبول

سارة ابو حمدان

أنباء الشباب

دُق ناقوس الحزن منذ اربعين عاماً، مع رحيل المعلم الحلم كمال جنبلاط. ومنذ ذلك الحين توالت على لبنان احداث مفصلية كبيرة. فبدأت باحكام جيش الوصاية سيطرته على لبنان الى الغزو الاسرائيلي سنة 1982مع دخول قوات العدو الى بيروت وارتكاب المجازر، من بعدها انطلاق جبهة المقاومة الوطنية ضد الاحتلال يليها اسقاط اتفاق 17 ايار وصولا الى اتفاق الطائف.

ان اغتيال كمال جنبلاط هو استهداف لرؤى مستقبلية، وفي صلبها اولاً، الوطنيّة اللبنانيّة ذات الهويّة العربيّة لا الهويّة العربيّة المستوردة كقناع لمشاريع الوصاية، ثانياً، إلغاء الطائفيّة السياسيّة كطريق نحو العلمنة الشاملة واخيراً، نظام انتخابي عصري أساسه لبنان وطن واحد مستقل عربي الهويّة والانتماء.

بعد ذلك استمرت مسيرة الحزب التقدمي بقيادة وليد جنبلاط. آتى اسقاط اتفاق 17 ايار، تاكيدا لتطلعات التقدمي ومبادئه الثابتة. كما وان غالبية الشعب اللبناني رفضت “اتفاق العار والذل”، حيث أراد العدو آنذاك فرض شروطه على لبنان، وعقد معاهدة صلح معه، وتحييده عن الصراع العربي الإسرائيلي، وتفتيت النموذج اللبناني القائم على تعايش الطوائف، والقضاء على المقاومة الفلسطينية المتمركزة في لبنان، وإقامة حكومة لبنانية موالية لإسرائيل. كما ورفضت جبهة الانقاذ الوطني الاتفاق، وكانت تضم سليمان فرنجية ورشيد كرامي ونبيه بري ووليد جنبلاط.

اننا اليوم نعيش في نظام طائفي مدمر للوطن، ومن الواضح انه اصبح عبئا على لبنان ومواطنيه. انه لنظام هش يُلوى امام قوى خارجية تريد التحكم به داخليا. كما وان هذا النظام يعتبر ارضاً خصبةً للّذين يطمحون الدخول اليه و الغاء استقلاله وسيادته و خاصة اننا نفتقد المعنى الحقيقي لمفهوم المواطنة. هذا المفهوم الذي يكرسه الحزب ضمن استراتجيته التي تنطلق من مفهوم كمال جنبلاط، فقد كان يحلم بان يصبح لبنان “دولة مدنيّة لا دولة مار مارون ولا دولة محمد وطبعاً لا دولة الحاكم بأمر الله”.

من هنا، ان التاريخ لا يحاصر والمبادىء لا تحجَّم، والافكار تبقى شعلتنا والحرية مبتغانا. ان الحزب الاشتراكي وزنه وثقله هو شعبي وليس برلماني، فحزب كمال جنبلاط لا يحجمه قانون انتخابي منمق ومفصل على قياس البعض، البعض العنصري الصغيرالذي يتمسك بافكار ميتة قبل ان تولد. معا نحو طريق لبنان الحلم، معا لنرمم كل العقبات ونمحي كل الثغارات التي حصلت ولننطلق نحو لبنان المنارة، لبنان زينة الشرق والعالم .

اخيراً، الى اؤلئك المتعصبين ،نقول لهم، ان قرع طبول التغيير والحرية والمصلحة والمواطنية لن تمنعنا عن سماع نغمات العنصرية والاستبداد والتهكم التي تؤلفها، ولن تظلل الحقيقة.

(أنباء الشباب، الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم سارة ابو حمدان

خطورة الواقع

اكاليل الغار ‎

وحشة الفراغ تحاصرنا!

فوضوية اليوم!

يا لعاركم!

في الظلام!

سياسة “كش ملك”!

الجامعة اللبنانية: أحمر بالخط العريض!

عذراً يا عروبتي!

صوتها لم ولن يستكين!

أين الكمال منكم؟