كلمات في مرحلة الإنتخابات

غازي صعب

غريب أمر بعض من انتابتهم مشاعر الزهو، فظنوا أنفسهم أوصياء على المجتمع، فنشطوا على مواقع التواصل الإجتماعي وصفحاتها، في موجة موجهة من المطالعات السياسية، والإنتقادات، وحتى الإتهامات، ومنها ماطال رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، وحزبه التقدمي الإشتراكي، باعثها ومحركها اولا: مسائل شخصية، وثانيا: طلب الجاه والشهرة وانتشار الصيت، تحت شعار “خالف تعرف”.

والأغرب، أن البعض تعمد تناسي مراحل طويلة من النضال السياسي، والخدماتي، وتاريخ حافل بالتضحيات والعطاء، والعمل دون كلل أو ملل على حماية السلم الأهلي، وأواصر التلاقي والعيش المشترك .
وقد بلغ كلام البعض خارجا عن مألوف القيم، فلا تقرأ كلماتهم، أو تسمع أحاديثهم، إلا وتشعر بقدر كبير من الحقد الذي يضمرون، والإصرار على تصوير الأمور على غير ماهي عليه حقيقتها، وهذه ظاهرة ليست صحية، بل هي آفة عظيمة، لانجد مبررا لها، عشية الإنتخابات النيابية، سوى محاولة النيل من المختارة، وخط المختارة، وحكمة ودور قيادتها المؤثر في الحياة السياسية اللبنانية.

والحقيقة، أن ماتداولته بعض المواقع والصفحات “المعروفة”، وما تتدواله ألسنة السوء والغدر، ماهي إلا ظاهرة لم نشهدها من قبل، تفوح من محاولات بعضها رائحة المال القذر.

لا ندري، لماذا تناسى هؤلاء، وفِي هذا الوقت بالذات: أن وليد جنبلاط هو من أبرز أهل السياسة، بل وأشدهم حرصا على الصِّلة المباشرة والمستمرة مع الناس، وقضاياهم.

وقد يكون الوحيد الذي يستقبل المواطن من أي مكان أتى، ويستمع إلى شكواه، مطالبه، بعطف وإهتمام، ثم درج على ذلك نجله تيمور.

وأن وليد جنبلاط، لا يميز بين شخص وآخر، ولا أي منطقة وأخرى، ويؤثر بكل صراحة السلم والعيش الواحد على الحرب والقتال والعداء، وهذا كله واضح ظاهر في اعتدال أسلوبه، ووضوح إشاراته وتصريحاته، وفِي تخير ألفاظه، ودعواته الدائمة إلى التلاقي والمحبة والتعاون من أجل حوار عقلاني، ومن أجل حماية الدولة، ومصالح المواطنين فيها.

والكل يعرف، أن آل جنبلاط عبر التاريخ، لم يكونو من دعاة الفرقة والفتنة، وامتازوا بحكمة القيادة، والوفاء، والإلتزام بالعهود، حتى في أحلك الظروف وأصعبها وأقساها، وأن وليد جنبلاط لم يترك وسيلة تقرب من الحواروالسلام والتقارب والوحدة إلا واتبعها، ولا دعوة إلى الصلح إلا وتلقفها.

فعلام يستمر الذين نصبوا أنفسهم، كمتحدثين باسم الناس، يمضون في اسلوبهم “غير المفهوم” و “غير المبرر”، وفِي هذه المرحلة بالذات،
والحق، أن الشرفاء لن ينساقوا إلى هؤلاء، ولن يتركونهم يخدعون الناس، بأقاويلهم، وادعاءاتهم، لغايات شخصية، ليست بريئة، ولا واقعية وموضوعية، ولاتحمل سوى عنوان واحد: هو التحامل على حالة سياسية وطنية، وعلى قامة من قامات الوطن المؤثرة في تاريخ الوطن.

(الأنباء)