وطنٌ على شفير الهاوية!

ريما صليبا

كما بات واضحاً فإن لبنان يعيش حالة إستثنائية نتيجة الأوبئة التي انتشرت في مختلف انحاء جسمه بشكل مخيف، فلا تنفك تحاول مداواة عضوٍ حتى تتفاجأ بما هو أسرع وأخطر من حيث التوسع والتغلغل.

الوطن على شفير الهاوية. نعم، نحن من هذا الشعب الذي لم يتوانَ لحظة عن الايمان بوطنه، اليوم يصرخ طالباً الرحمة من حكامٍ صمٍّ، طالباً الرأفة بحاله للخلاص من هذا الواقع الذي اوصلوه اليه.

جاء الرئيس وليد جنبلاط البارحة ليذكرنا ببنود مشروع الحركة الوطنية الإصلاحي من خلال دق ناقوس الخطر، فأين انت يا معلمي الآن؟ وما أحوجنا الى حكمتك في هذه المحنة…

ليس جديداً ان تتجلى الطائفية السياسية بأبشع صورها في مفاصل الدولة ومؤسساتها، إنما الجديد هو الوقاحة التي باتت تُتَّبع في اسلوب التعاطي، وكيف تسلحوا بالطائفية والمذهبية لغرف اكبر عدد ممكن من المغانم “وعلى عينك يا تاجر”.

سياسة لن ينفع مداواتها الا بالوقوف في وجهها والعمل على إلغائها. فساد على انواعه، لن يوقفه سوى تفصيل مكامن الهدر فيه والمضي بتسمية الاشياء بأسمائها، غير آبهين بتهديدات او بتحجيمات “لأن صاحب الحق سلطان”. فما تتنعمون به اليوم هو ملك الشعب، وما استحصلتم عليه لن نقبل الا ان يكون لنا جميعا كأفراد في هذا الوطن.

نحن كإشتراكيين ميزتنا الشجاعة والجرأة في المواجهة والتصدي لأي خلل.

PSP-ph M Assaf-934

وطن مريض، يموت افراده يوميا الف ميتة جراء استنزاف أدنى مقومات الحياة اللائقة، في ظل وجود طبقة بورجوازية متمثلة بأصحاب الثروات المتوحشة ولفيفهم، تواجه أكثرية تنام على ضوء الشمعة منتظرة حلاً جذرياً لقضية الكهرباء، نحن الذين عائلاتنا تتنشق سموم النفايات والتي تضع ما تجنيه ثمن دواء وطبابة لأمراض انتم سببها.” رضينا بالحد الأدنى ولم يعد الحد الأدنى يرضى بنا”.

اولادنا هم من هرّبناهم من جشع المدارس الخاصة ومافياتها الى كنف المدارس الرسمية طمعاً بتلقي العلم والمعرفة لنجد تلك الاخيرة شبه مهدّمة منهجياً وتربوياً وجسماً تعليمياً ناهيك عن حالتها اللوجستية المبكية.

آباؤنا هم من قضوا حياتهم يعتنون بأراضيهم لتأتي الدولة وترمي بمحاصيلهم وجنى عمرهم أرضاً، غير مكترثةٍ بكمِّ الأمل والألم والتعب الذي أمضونه في تحصينها، لكي يؤمّنوا من خلال منتوجها ما يستر عيالهم ويُغنيهم مشقة الإستجداء.

انتم اليوم تنسفون كل القيم الاخلاقية والانسانية التي ربينا عليها اولادنا، وتباهينا بتجسيدها في حياتنا اليومية، مع فرق بسيط، اننا جئنا نقف في وجهكم لنضع حداً لممارساتكم اللاإنسانية والمعيبة والمجحفة بحق الفرد قبل الجماعة.

“لو بدا تشتي كانت غيّمتْ”. فالكل استوعب خفايا نواياكم المتجلية تحت عنوان “الإصلاح” وإخوانه، ونسبة المصالح الشخصية التي شكلت البرنامج الحقيقي لسياسة الحكم.

من له اذنان سامعتان فليسمع:
“نحن اليوم ماضون برفع الصوت عالياً في وجه طغمة من المستشرسين، فاقت شراهتهم كل مألوف. إستعدوا، فعلى الأبواب مجموعة من الناس ستكون لكم بالمرصاد ومن منا فليتفضل معنا.

كفانا ذلاً… كفانا إهانة ومهانة… كفانا إستجداءً…”

(*) عضو مجلس قيادة في الحزب التقدمي الإشتراكي 

Twitter:@reemasaliba