كيف سيخرج الحزب الإشتراكي الفرنسي من أزمته؟

غسان غرز الدين

أنباء الشباب

مع صدور النتائج الأولية للإنتخابات الفرنسية في الدورة الأولى يستخلص المراقب بوضوح أن هذه الإنتخابات ستكون فريدة من حيث النتائج.

النتائج النهائية ستصدر في الأسبوع القادم بعد الدورة الثانية، والمرشح الذي يفوز من الدورة الأولى عليه الحصول على نصف عدد الأصوات التي بدورها يجب أن تكون على الأقل ربع عدد المقترعين المسجلين، وإذا تعذر الحصول على هذه النسبة، كل المقترعين الذين يحصلون على 12.5% من الأصوات يتجهون إلى الدورة الثانية.

فالحزب الذي لم يبلغ من العمر سنة واحدة يتجه للحصول على أغلبية المقاعد الـ 577 في البرلمان الفرنسي بعد حصوله على 33% من مجموع الأصوات، يليه الحزب الجمهوري بـ 22% من الأصوات.

أما حزب اليمين المتطرف فحصل على ما يقارب 14% من نسبة الأصوات وبالتالي لن يحصل على ما كانت تشير إليه التوقعات.

تكاد هذه النتائج تسقط كالصاعقة على الحزب الإشتراكي الفرنسي الذي كان يملك 280 مقعداً. أما بعد هذه النتائج، يكاد يحصل على 20 نائباً في هذه الإنتخابات وكل المؤشرات تدل على أن الكارثة آتية حتماً وستكون أعنف من خسارة 1993 في عهد فرانسوا ميتران.

المدهش أن الامين العام للحزب لم يستطع الوصول إلى الدورة الثانية لأنه لم يحصل على العدد الكافي وبالتالي خسر مقعداً كان يشغله لمدة 20 سنة في باريس.

أما الأكثر دهشة أن مرشح الحزب للرئاسة بينوا هامون فشل في الوصول أيضاً الى الدورة الثانية، بالإضافة إلى وزير الداخلية السابق ووزير الثقافة السابق.

والأكيد أن هذه النتائج ستدخل الحزب في أزمة إقتصادية خانقة نسبة إلى تطلعاته ومشاريعه.

السؤال الذي يطرح نفسه: هل يعقل لحزب لا يبلغ من العمر سنة واحدة أن يصل إلى الرئاسة ويحصل على أغلبية مطلقة في البرلمان من دون وجود داعم من خلف الستار؟

هل ستتكرر قصة بوديموس الإسباني في فرنسا والذي تبين أنه حصل على أموال من الرئيس الفنزويلي؟

الأكيد أنه بعد هذه النتائج الكارثية، على الحزب الإشتراكي الفرنسي إعادة التفكير بنهجه وسياسته.

  • مسؤول العلاقات الخارجية في منظمة الشباب التقدمي

(أنباء الشباب، الأنباء)