هكذا نرد على انتقادات المنزعجين

عبدالله ملاعب

أنباء الشباب

لأنني انتمي الى الحزب التقدمي الاشتراكي، لأنني إستنشقت تعاليم كمال جنبلاط، لأنني أقرأ تاريخ المختارة، إخترت الرقي كي يكون منبراً لي لتوضيح بعض النقاط والرد على فلسفات من يدعي الفقه ويعتبر نفسه رائد التحليل العميق وصاحب الرؤية الثاقبة.

إخترت أرقى المنابر للردّ على من أعطى نقدًا بناءًا وعلى من إستيقظ صباح التاسع عشر من اذار وحضّر قلم الانتقاد، ووضع فيه كمّاً كبيراً من الحبر المغموس بالحقد والكراهيّة غير المبررين. من هنا، سيكون مقالي تقدمي المضمون والقالب. فالمقالة ستكون عصريّةً، تجمع ما بين التحرّر في الاسلوب والتحرر الفكري السياسي.

كثرٌ هم الذين إعتبروا أنّ المهرجان جزءاً من التسويق الإنتخابي للحزب ولقياداته الحالييّن والمستقبلييّن. فإعتبروا أن ذكرى إستشهاد كمال جنبلاط أتت مختلفة هذا العام جرّاء المدة القصيرة التي تفصلها عن الإنتخابات النيابيّة.

في هذا السياق، أود أن أحبط هذه الفرضيّة عبر دحض منطقي ملموس. فيا سادة، هل سمعتم خطاب الرئيس في هذه المناسبة؟ هل سمعتم نبرته المعتدلة؟ هل لمستم إنفتاحه وإعتداله وعدم غوصه في المواقف السياسة الاتية من هنا وهناك؟! فيا أصحاب هذه الفرضية الباطلة، لو كان وليد جنبلاط يهدف لاكتساب أصواتً إنتخابية، لكان قد جيّش الشعب وتحدثّ عن أخصامه من السياسيين وأظهر مدى تماديهم وسط لهجة مرتفعة تنذر بالتعبئة. لكن خطاب وليد جنبلاط كان أذكى من أن يحقن النفوس, فتمحور الخطاب حول مبادئ الحزب ورؤيته المستقبليّة دون التطرق الى متاهات الخصوم وإخفاقاتهم.

وهناك من إنتقد توشيح تيمور جنبلاط بكوفيّة الزعامة، معتبراً أن وليد جنبلاط بذلك يحتكر قيادة الحزب ويورّث العرش الرئاسي لنجله.

أولا، أودّ أن أوكد لأولائك المحللين، أنه ثمة فرق كبير بين الزعامة والحزب، ولا بدّ من توضيح الواقع المتمثل بكون القاعدة الجماهرية للحزب هي الداعمة الأولى لوصول تيمور جنبلاط الى سدة الرئاسة. أفليست الديمقراطية أن يأتي من تطالب القاعدة به؟ فالقاعدة هي من تناصر تيمور وليد جنبلاط. فها أنا أوكد لكم بأننا نحن من ننتظر وصول تيمور بفكره التقدمي الحديث العصري. ولمن لم تتسنى له الفرصة لفحص الفكر السياسي لدى تيمور, ما عليه إلا أن يعود للحوار الصحافي الذي أجراه تيمور مؤخراً مع جريدة الشرق الأوسط.

ثانيا, بالحديث عن الديمقراطية إن هذا الحزب فيه من الديمقراطية ما يدهش المهللين. في هذا الحزب من الحرية ما يرعبهم. فيه من الحضارة ما يحجم البعض. ففي حزبنا لا تلقين، لا أوامر، ولا إملاءات، لا يوجد فيتو على أحد، بل يعامل المرء حسب فكره وأعماله. فعلى سبيل المثال، لا الحصر، في الحزب الاشتراكي اليوم، شخصيات كانت من أبرز المناصرين للحراك المدني ومن أبرز الشخصيات التي لجمت بلسانها الطبقة السياسية، وها هي اليوم على سكة الحزب الذي أعطاها فسحة من الديمقراطية للترشح وللوصول، الحزب الذي رحب بأفكارها الحديثة التي تنناسق وتطلعات تيمور جنبلاط والشباب.

من هذه النقطة أنتقل الى الإنتقاد الثالث، يا لها من مفارقة، المختارة صباحاً وساحة رياض الصلح عصراً.

فنحن أبناء الحزب التقدمي الاشتراكي، أبناء الحركة الوطنية التي أطلقت آنذاك برنامجاً إجتماعياً ومفاهيم إجتماعية عبرت الزمن ووصلت الى لبنان ٢٠١٧، فتركت المجتمع المدني يغوص في مناقشة تعاليمها والمطالبة بتحقيق بنود سبق وناضل كمال جنبلاط للوصول اليها.

تلك كانت ابرز الانتقادات التي وجهت للحزب يوم غزت قواعده قصر المختارة. هذا القصر الشعبي الذي لطالما أُخذت بين أروقته المواقف البطولية فإقترن اسمه بالشموخ و العزة. مقالي ناقش انتقادات موضوعية حينا ومغلفة بالاستفزاز أحيان.

على العموم، من آمن بالتقدمية لا يُستفز لان التجارب علمته الفرق بين الانتقاد الهادف للتقدم والانتقاد الهادف لزرع البسمة على وجه من فشل في الإلتحاق بعجلة التقدميين. فالتقدميون الاشتراكيون تعلموا النضوج في الجفاف عوضا عن انتظار المطر. قد أعادها وليد جنبلاط، وقال: “ادفنوا أمواتكم وانهضوا”.

  • بعدسة مروان عساف