عن حقوق المسيحيين…

ريما صليبا

“إسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم”

قبل أن تضعوا الصلبان على صدوركم وفي أياديكم، وقبل تأدية فروضكم الدينية وسماع العظات وإطلاق الشعارات في الآحاد، عودوا إلى تعاليم الدين المسيحي، إفتحوا أناجيلكم وإبحثوا عن آخر وصية ليسوع المسيح حين قال: “أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم”…

هو نفسه الذي فاجأ زكا العشار في العشاء الشهير حين سأله الأخير: “ماذا عليّ أن أفعل كي أكون صالحاً ويحبني الناس؟ أجابه: وزع أموالك وممتلكاتك على الفقراء وإتبعني، لكن الأخير لم يتحمل الجواب فأدار ظهره ومشى…

ها أنتم الْيَوْمَ تلبسون قناع الإيمان والتدين في العلن وتتسلحون بشعار “حقوق المسيحيين” بينما في الخفاء تخططون وتحفرون وتمهدون للإستيلاء على ما هو ليس لكم، غافلين أن السيد المسيح نادى بالمحبة والإخاء والمساعدة…

هذا السيد الذي لقبوه بـ “المعلم”… كان إشتراكياً في تعاطيه مع البشر، أحبه الناس وتبعوه، آمنوا بأقواله وتعاليمه، أحب الانسان فجلس مع الفقير والمريض والحزين، غفر للخطئة والمذنبين، مشى في الحقول مع الفلاحين والصيادين، كان من الشعب وعاش مع الشعب.

يذكرني بالمعلم كمال جنبلاط، على صفاء ذهنه ونفسيته السمحاء، في سلوكه ومسلكه… فكلاهما حملا اللقب نفسه… “المعلم”.

كمال جنبلاط 3

والْيَوْمَ أقول: يا لسخرية القدر… إذ تفصلنا أيّام قليلة عن الذكرى الـ 40 الموحشة لإستشهاد كمال جنبلاط… دعوا روحه ترقد بسلام بعيداً عن شروركم التي ستنقلب عليكم يوماً لا محال.

السيد المسيح كان شعاره “أترك كل شيء وإتبعني”، أما أنتم فشعاركم “ما لنا هو لنا وما لكم هو لنا ولكم”!

عودوا أدراجكم باكراً، فالفرق شاسع بينكم وبينه وأنزلوا شعاراتكم المزيفة وأخلعوا أقنعتكم لأنكم مكشوفو الأشكال والنوايا، دعوا الدين جانباً وإرحموا من في الأرض ليرحمكم من في السماء.

واذا كُنتُم لم تفهموا بعد فإستيقظوا من سباتكم العميق وإعلموا أن الله الحق، فالاشتراكية والمسيحية واحد بالمبادىء والمفاهيم، جوهرهما الإنسان، فقط الإنسان…

نعم، تجمعنا قواسم مشتركة وكثيرة، لكننا نختلف في منهجية التطبيق وما زال يلزمكم الكثير لتكونوا فعلا من المسيحيين الحقيقيين.

وليكن في علمكم إن كان السيد المسيح سينزل مجددا إلى الأرض كما تقول الكتب السماوية فسيحاسبكم على أعمالكم وعلى جشعكم لذا “أبقوا قناديلكم مضاءة لأنكم لا تعلمون متى يأتي السارق…”

(الأنباء)