متحف ومكتبة الموسيقى العربيّة، حلم الإرادة التصميم المنتصر!

هيثم عربيد

دخلتُ حقولَ السنابلِ السّمعيَّةِ والمشهديَّةِ والموسيقيَّةِ، فرأيتُ بالبصيرةِ والبصرِ والجوهرِ روحَ الحركةِ لسنابلِ الشّمس الّتي تتمايلُ وتَتَحنْدَلُ مع نسماتِ الحركةِ الرّبانيّةِ المنعتقةِ بالإنسانِ، والآتيةِ من خلفِ الغذاءِ الرّوحيِّ والإرادةِ التّصميميّة التي غمرَتْ الإعتناقَ والإعتناءَ بترانيمِ الحياةِ وأوتارِ العزفِ بأناملِ الماضي الأصيلِ. ممّا جعلَ النبضَ الحالمَ بالزمنِ الجميلِ يرتدي التّسبيح الموسيقيّ والفنيّ والوجوديّ العابر للمحدودِ وللجمودِ!!.. بعدما أحاطَنا الإبداعُ واستوقفَنا المشهدُ بين الحواسِ وصُورِها وأكثر، وما خلفَ هذهِ الحواس من أيقوناتٍ خياليَّة تجعلُ الحُلُمَ كالحقيقةِ، حتّى استطعنا إدراكَ الأصالةِ الطربيَّةِ المتماديةِ بالإنبثاقِ الطبيعيِّ من جوهَرِها العابقِ بعبيرِ الفرحِ للأذنِ ومداها الأخّاذ، والّتي أعطَتْنا صدى الحبّ لموسيقى السّنابل ولدندناتِها كحفيفِ عشقٍ غزليٍّ ووجدانيٍّ. وهذا ما عكسَ الدّاخلَ الإنسانيَّ الذي حملَ ويحملُ الشّرقَ العربّي المتألّق بفنِّهِ ونبضِهِ وصدَى قلبِهِ الخفّاق للطربِ، لِنحبُكَ الوحدةَ بفرحِ خيوطِ الفنّ المترابطِ بالخلقِ والإبداعِ وجداولِ الأشواقِ، منذ أن تراءى الزمانُ بالمكانِ!!!..

بناءً لِما تقدّم، نرى أنّ الأمرَ أضحى كالمزيجِ المربكِ بتوازُناتِهِ المتداخلةِ ضِمْنَ سيمفونيَّةِ الوجودِ الهادرِ بصوتِ اللّحن الجماليِّ التخليديِّ، وهو يرتمي بسفوحِ الطّبيعةِ وإنسانِها المتخطّي للحدودِ كي لا يعبثُ بالأملِ الموجودِ!!.. وما خلفَ هذه الروعةِ من التّأليفِ الإنسانيِّ المتشابكِ بوشوشاتِ الروحِ وعُمقِها، والمتصوِّفِ بالكمالِ الإنشاديِّ المتعالي بالبسماتِ كلّ البسماتِ!!!…

IMG-20170130-WA0022

فوقَ رُبى المحبَّةِ أشرقَ الأملُ في معتركِ الإنسانِ، مما شبكَ استمرارَهُ مع الوعيِ الحياتيِّ بلونِ الموسيقى وخيوطِها المرسومةِ بريشةِ الفكرِ والعقلِ والحبِّ والعاطفةِ، فولَّدَتْ المشاعرَ بالفرحِ الإستمراريِّ والإستقراريِّ. مما جعلَ الإرتقاءَ للأحاسيسِ المتعقلنةِ تخطو الخطى المتتالية لمحاكاةِ من حافظَ ويُحافظُ على كنوزِ التّأليفِ الطربيِّ للزمنِ المتعملقِ بكواكبِ الشّرقِ الإبداعيَّةِ. وها هو اليومَ وغداً وبعدهِ، ينسجُ البقاءَ كحضنٍ حاضنٍ للتراثِ التوعويِّ الذي يتمأسَسَ بأناملهِ وفكرهِ وإرادتهِ حتّى أبقىَ للأجيالِ لحنَ الإرتقاءِ الموسيقيِّ المبتسمِ، وإن من خلالِ القضمِ والبحثِ والجمعِ والجهدِ والتوثيقِ، للإنارةِ الدائمةِ في تدرّجِ عالم الآلة التصويريّةِ والتسجيليّةِ، وتطوُّرها على كافةِ المستوياتِ الثوثيقيَّةِ للأغنياتِ والتسجيلاتِ المتدفِّقَةِ من الينابيعِ الداخليَّةِ للإختلاجاتِ البشريَّةِ المتهاديةِ بالسّلامِ السّمعيّ، والعاشقةِ لحمايةِ الأنفاسِ الطربيَّةِ بأبعادِها المتكاملةِ والمندمجةِ ببصمةِ الحياةِ وبحقيقتِها وبنغماتِها وبتاريخها، وأيضاً بتحديثِها لتبقى المتجدّدةَ للأجيالِ…

IMG-20170130-WA0023

أمّا بعدُ، ندركُ أنَّ ما بين سورياليّةِ الكلمةِ الّتي تعشَقُها الأذنُ والروحُ، وسيمفونيَّةُ الإرتقاءِ بنشوةِ اللّحنِ الفريدِ والمتمدّدِ في عالمِ الإنسجامِ بأنسنةِ المولودِ الموسيقيِّ الطربيِّ، خاطرةَ حُبٍ تعلو بنا إلى المبنى الجوهريّ الحقيقيّ الذي أحاطَهُ المؤسّسُ، ليحتوي الفجرَ الجديدَ لِما عانقَ من تربيةٍ وتنقيةٍ ودمجٍ بأعماقِ الفكرِ التوثيقيِّ والمكتبيِّ، ليكن شأنَهُ شأنَ الكبارِ الذين حافظُوا على التّحفِ الصّارخةِ للبقاءِ كقيمةٍ نادرةٍ وضمانِ خلودِها المستقبليِّ، لأجلِ الإنسانِ المتمركزِ بينَ ثلاثيّةِ الواقعِ الزمنيِّ والحياتيِّ وحاجاتِهِ، أي الماضي والحاضر والمستقبل، كي نُبحِرُ بديمومةِ التمتُّعِ بالسّرِ الأبديّ السرمديّ الهادفِ للإتصالِ الدائمِ بمرتقى الإندماجِ مع ما قبلَ وما بعدَ، في أتونِ التّلاقي والإنصهارِ ما بين الّلحن والكلمة والصوتِ المتدفّق من خلفِ جوهرِ الإنسانِ وصناعاتهِ للآلة الموسيقيَّةِ ونوتاتها الّلحنيّة، وجمالِ روح المؤلف لتلكَ المعزوفات الرّاقية ولغبطةِ تطريبها. أمّا هو حدّدَ لنفسهِ معزوفةَ الغمرِ التوثيقيِ الخلاّق، وأضحى المتنبهُ لحفظِ الكرامةِ الإبداعيّةِ لِمن أحاطَنا بالإرثِ الغّني ليبقى جيلاً بعدَ جيلٍ، وهو أيضاً الأبُ الروحيُّ المتمسّكُ بالأصالةِ والتُراثِ، وبرونقِ المحبّةِ المستمرَّةِ في حياكةِ وسادةِ الجمالِ بالأعمالِ، وهنا عنَيتُ صاحِبَ الجُهدِ النّادرِ والمتميّزِ الصديق وليد خويص…

IMG-20170130-WA0026

لقد اهتدى الأخُ والصديقُ والحبيبُ وليد خويص بآياتِ الطربِ النابعِ من الدّاخلِ الفنيّ والإبداعيّ لإقتبالِ قبلةِ العقلِ المضيء في عالمِ السّحر المتحدّرِ من خلفِ أوتارِ العودِ لفريد التفرّد العالميّ، وصوتُ الجمال المتحلِّقِ مع أسمهان، وفيروز الينابيع المتدّفقة بالصفاءش وثورة السّعادة الحياتيّة الأزليّة، وكوكبة الشرق أم كلثوم الهاتفة بروحِ النبض العربيّ الراقي، وعبد الوهاب المتعالي بالأناشيد وموسيقى الأجيال، وعبد الحليم في رونقِ الأغنيةِ المتسامية بالآمالِ، والمدرسة الرّحبانيَّة في جماليَّةِ العظمةِ الشعريِّةِ والموسيقيَّةِ، ووديع الصوتُ الهادرُ بالتلاوينِ المتنوّعة وقواعدِ الغناءِ اللبنانيِّ وفنّهِ وخِصالهِ، وصباح الشحرورة التي تُحاكي الشّمسَ بالمواويل، ونصري الصارخ بالنسماتِ الهادرة ما وراء المسرحِ والدبكةِ والوطنياتِ الغنائيَّةِ، وملحم المتفاني بالّلحن الطربيّ المتميز بلونِ العشق الدّائم، وماجدة التي تحاكي الإشعاعَ بصوتِ الوطن، والكثير الكثير في ضغثِ كلِّ أقانيمِ الروعةِ الإبداعيَّةِ والفنيَّةِ في العوالمِ الموسيقيَّةِ والطربيَّةِ والتجهيزاتِ المعتمدة، ما بينَ البداية ولولبتها المتراكمة حتّى يومنا هذا، والذي يحيط نبضَنَا الزّمنيّ المتأصِّل بالأيقوناتِ السمعيّة الحالمةِ والواعدةِ بالعطاءِ التراثيّ لصوتِ البقاء الرؤيوي الحالم والمتأنسن بهالة الإنسان!!!…

وليد خويص لكَ في متاحفِ القلوبِ العاشقةِ والمُحبّة كُلَّ الثناءِ لِما بَنَيْتَ..، وكلّ الشّكرِ بِما إقتنيتَ، وكلَّ التقديرِ فيما صَمّْمتَ، وبالإرادةِ وفَيْتَ..، وكلّ الإمتنانِ للحلمِ الذي هويْتَ وحقَّقتَ، وثوبَهُ ارتديْتَ..، حتَّى أصبحتَ الأبُ الوفيُّ لمتحفِكَ العابقِ بنرجسِ الطّلولِ، والمتقدّم بالماضي المغمور، والمتجذّر بالحاضرِ الموصولِ، والباني للمستقبلِ المأمولِ والحتميّ الذي لن يزول!!!…

IMG-20170130-WA0027

ختاماً نهتدي الصمتَ ومدى الإستشعارِ والتحسّسِ في الأبعادِ المُدْرَكةِ والواعِدةِ، لِمن هم في أنينِ الإستبسالِ يرسمونَ الرسالةَ، التي من أجلِها كان وسيبقى وسيستمرُّ الإنسانُ وبيئَتَهُ الحاضنةُ للجمالِ الجمال!!!… كلّ التّحايا لصمتِ الوليد الهادئِ الذي صمَّمَ، وخطَّطَ، ونفَّذَ، هذهِ المكتبةَ..، حتّى أعادَ الأصالةَ الموسيقيّةَ والتراثيّةَ من البدايةِ إلى البدايةِ، وستبقى السّعادة بمتحفهِ الموسيقيّ العربيّ هي الإستمرارُ للأجيالِ وهي الحكايةُ، والعِبرةُ تبقى في الإستفادةِ من مكتبةِ ومتحفِ الأخ وليد خويص، لمحاكاةِ المستقبلِ التراثيِّ بالجديدِ الجديدِ، والمتوسِّع بحفظِ التراثِ المتقادمِ والمحفوظِ بالدرايةِ والحمايةِ والتّجديدِ، ويبقى الأملُ داخلَ أيقونةِ العملِ المكلفِ والكبير، وبإنتظارِ الوعيِ المنتظرِ لزيارةِ رُوّادِ الأصالةِ والعلمِ والثقافةِ للأصيلِ.. مع خالصِ الشّكرِ للأستاذ وليد خويص ولجهودهِ الّلامحدودة في عالمهِ المُشرقِ بكلِّ شروقِ الشّرق وأصالتهِ، ممّا يحفِّزُ الوعيَ الإرتوائيَّ للإنسانِ المُتَّحدِ بحنايا الوطن وعبيرِ النّغمات الخالدةِ الّتي لمْ ولنْ تمحى!!!…

اقرأ أيضاً بقلم هيثم عربيد

نكتبها بالنّور كما تكتِبُنا!؟

 المرأة الإنسان!..

ثقافة السلام الحواريّ.. لا الإستسلام الفئويّ!

الزمان والمكان عانقـا الحقيقة برداء الكمال الإنساني!

أيّها الشريف! أنت الوعد الأخلاقي للنضال الإنسانيِّ!

الرفيق طارق يأبى الرحيل، وهو باق بأسرة العمر الجميل!

التهديد للوليد لم ينه حلمَهُ البتّه، بوطن السّلام والحياة

 المربي سليم ربح على عرشِ التَّربيةِ والمحبَّةِ والخلود

صرخاتُ الألمِ!!.. بدايةٌ لإدراكِ عالم معلمي الشهيد!!!…

الإنتخابات البلديَّة هي المنطلق لكسرِ حلقة الفساد والإفساد

كيف نعملُ يا كمال؟!.

نسمات محبتك الدائمة.. لم ترحل يا أمّي!.

كمال جنبلاط لم يرحل!

وداعاً نبيل السوقي .. والفكر التقدّميّ سيتوّج حلمكَ بالإنتصار!!!…

الرئاسة بلغة الممانعة وديمقراطية الإقصاء…

معلمي.. ثورة للإنسان والإنسانية.. والحقيقة والحريه…

سمير القنطار… شهيد الوطن المقاوم…

كمال الولادة والشهادة، رسالة فجرٍ دائمة، للحريّة والسعادة!!!…

فؤاد ذبيان.. أرزةُ عشق تربويّةٍ

الحِراك المدَني وخطى النجاح المتلاشية والمهدورة!!!..