وثائق: فشل استخباراتي وتقني إسرائيلي خلال حرب أكتوبر

القدس/PNN- كشفت وثائق إسرائيلية عن حرب أكتوبر 73 رفع عنها غطاء السرية مؤخراً أن المؤسسة الأمنية العسكرية فشلت فشلاً ذريعاً على المستوى الاستخباراتي والتقني قبل وخلال حرب أكتوبر 73.

ونقلت الوثائق، حسبما أوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، شهادات لعدد من القيادات الأمنية والعسكرية أمام مفوضية أغرانات عقب الحرب، أن سوء الاتصالات والنشاطات الاستخبارية تسببا في ظل عدم وجود أوامر مطلقاً، والتي حتى وإن وجدت كانت غير مفهومة أو واضحة، بفشل كبير للغاية.

وذكرت أن رئيس الموساد في حينه تسفي زامير تلقى قبل الحرب بنحو يومين رسالة تحذيرية من لندن تم تسليمها عبر أشرف مروان مفادها أن الحرب قادمة وقريبة، كما طلب مروان لقاء زامير بشكل عاجل.

على الرغم من أن نص الرسالة غير مسبوق في لهجته التحذيرية، إلا أن الجهات السياسية الإسرائيلية غضت الطرف عن أهمية مثل هكذا برقية. وأثارت البرقية جدلاً خلال التحقيقات الداخلية بعد الحرب، وخاصة فيما يتعلق بإهمالها رغم المعلومات الواضحة التي وفرتها.

التحقيق في حينه طال مسئولين كباراً في مكتب رئاسة الحكومة، الذين طلبوا للاستجواب حول ما جرى ولماذا أخفيت هذه البرقية عن رئيسة الحكومة غولدا مائير، رغم قدومها عبر عميل هام وموثوق من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي.

وكان البارز في هذا الجانب أن مروان، الذي توفي قبل أعوام في ظروف غامضة في العاصمة البريطانية لندن، حذر بشكل متكرر من قرب وقوع الحرب، وإن كان في المرة الأخيرة طالب باجتماع عاجل، وهو أمر لم يفعله من قبل.

وبعد الحرب ومناقشة البرقية، حمل كل من المسئولين السياسيين والأمنيين المسئولية لكل طرف، للخروج من تكبد أكبر الخسائر على المستوى القيادي في كلا المؤسستين.

إهمال البرقية من قبل رئاسة الموساد أثار تساؤلات واسعة حول أسباب مثل هذا الأمر، ولماذا لم يتم نقلها إلى غولدا مائير لأخذ قرار بشأن ما يمكن فعله إزاء مثل هذه المعلومات. وخلال الاستجوابات يظهر أن البرقية لم ينظر لها بأهمية، خاصة أنه بمجرد استلامها في المساء لم ينظر إليها في صباح اليوم التالي.

وتحدث مسئول سياسي إسرائيلي خلال التحقيقات عن أن المعلومات يتم تسلمها وتحتاج عدة ساعات للوصول إلى رئاسة الوزراء، كما أنه لم يشأ إيقاظ مساعد غولدا مائير من نومه، لذا آثر الانتظار حتى الصباح لإبلاغه بما وصله!.

تأخرت الرسالة بسبب الإجراءات البيروقراطية والتأخير للوصول بين المستويات المختلفة في الجانب السياسي والأمني، فضلاً عن الشك الذي كان يعتري الأوساط الاستخبارية الإسرائيلية حول مدى جدية مروان في التجسس لصالح “إسرائيل” أم أنه كان عميلاً مزدوجاً.

بالإضافة إلى البرقية السابقة، وردت معلومات حول شحن أسلحة وصواريخ “سكود” روسية إلى مصر، وهي على الرغم من أهميتها إلا أن ذلك أيضاً لم يلق اهتماماً من قبل الجهات المعنية، ما أثار سخط وصدمة أعضاء في مفوضية التحقيق عقب الحرب.

وانتقد المحققون سوء الاتصالات والعشوائية في القرارات بين المؤسستين السياسية والأمنية، وكيفية التعامل مع المعلومات الواردة لهما، خاصة في ظل التعرف على جوانب الاستعدادات على الطرف الآخر من عدمه للقيام بحرب قريباً.

وعبر عضو اللجنة إيغال يادين عن صدمته من الفوضى المعلوماتية وسوء الاتصالات التي كبدت “إسرائيل” الكثير. وقال إن ما جرى خلق وضعاً خطيراً مزدوجاً، وخاصة في ظل التقديرات العسكرية غير السليمة.

وأكد يادين أن الخلل الذي جرى من خلال توزيع التقديرات العسكرية دون توزيع المعلومات التي من شأنها إعطاء صورة ورأياً مختلفاً كان له وقع شديد على طريقة نقل المعلومات وصنع القرارات، وتسبب بخسائر كبيرة وفشلاً أمنياً ذريعاً.