أيّها الشريف! أنت الوعد الأخلاقي للنضال الإنسانيِّ!
هيثم عربيد
19 نوفمبر 2016
صمتَ ودخلَ صمتَ الصمتِ ليبدأَ الكلامُ، بعدما عانقَ الفراقَ وهو من امتطى عرشَ النضالِ التقدميِّ المتألّقِ بحيويّةِ الأملِ ومدى الجُّهدِ والعطاءِ والعملِ بواقعيَّةٍ جَمَعَتْ ما بين الليونةِ والتّساهلِ وإرادةِ الحزمِ والعزمِ والجزمِ المبدئيّ!!، وها هو يعتلي اليومَ نبراسَ الحقيقةِ بزرعهِ بذورَ الخيرِ والإنسجامِ مع المبادئِ الكماليَّةِ التي آمن بها، وناضلَ من أجلِها، وكان لها الوعي المتحكّم بالسيفِ والقلمِ لتحقيقِ ومجاراةِ الأحلام ببناءِ وطنِ الهدى العقلانيّ، والفكر الإنسانيّ، وسياسة الإندماجِ والإرتواءِ بمصافي الأخلاق حتّى في زمن الحرب والجبهات والإقتتال، كي نستطيعَ احتواءَ وتحقيقَ روحيَّةِ المحبَّةِ والعدالةِ والمساواةِ والسعادةِ والحريَّةِ للإنسانِ الإنسان..!!.
بناءً لهذا المرتقى الرؤيويِّ الواسعِ، أقسمَ الشريفُ الإنتماءَ للوعيِّ والحريّةِ ضمنَ مدرسةِ الكمالِ الإنسانيَّةِ والأخلاقيَّةِ والمبدئيَّةِ الشاملة..، فانخرطَ بعمقِ الثورةِ الداخليَّةِ للمعلمِ ولذاته الثَّائرةِ بنبضِ التّحدّي واعتلاءِ الواجبِ، ليواكِبَ الغمرَ النضاليَّ في بحورِ الحزبِ التقدميِّ الإشتراكيِّ، وهو الآتي من المؤسّسةِ الوطنيَّةِ الراسخة والمترسِّخة بجذورِ وشموخِ الأرز والسنديان لحماية لبنان في شتّى الحقول الميدانيّة والنهضويّة لحضارةِ الإرتقاءِ المترابطةِ بكينونةِ البحثِ الدّائمِ نحو مجاراةِ الحقيقةِ..، فما كان من الشّريفِ إلا مناداةَ الواجبِ الحزبيِّ والوطنيِّ على أكملِ وجهٍ، من خلالِ قَسَمِ الإلتزامِ العابرِ نحوَ آفاقِ المحبَّةِ، ومسلَّماتِ الوجودِ، وجوهَر الثّقافةِ المتراكمةِ ما بينَ الكثيفِ والّلطيفِ في عالمِ الكمالِ السياسيِّ والعرفانيِّ والصوفيِّ، والمرتقيات المتعانقةِ بالواقعيَّةِ المضيئةِ لفرحِ حملِ الأُطُرِ الحركيَّةِ اللولبيَّةِ المتدرّجةِ نحوَ الهدفِ الأسمى.
ليُحاكي الوطنَ والعالمَ العربيّ بالتحدّي البنّاء ضِمْنَ جدليّةِ الحياةِ في العبورِ بالفرديَّةِ والشخصيَّةِ وكافةِ الرؤى الجماعيَّةِ للإقتداءِ بمسالكِ الخيرِ والتَّوسُّعِ الجماليِّ، كي نرتقي بالوحدةِ العربيّةِ وينابيعِ الكمالِ الإنسانيِّ، لنرى لبنانَ العروبةِ يهتُفُ بحناجرِ البطولةِ الشاخصةِ للحريَّةِ العربيَّةِ ضِمْنَ الدّائرةِ القوميّةِ المتهاديةِ بالشمولِ الإشتراكيّ، وذلك في معتركِ جماليّة الشّهادة والإنعتاقِ بمركزيَّةِ الثورة لتحرير فلسطين بالنضالِ وكل مناهج التحرّر المتفانية بالتضحيةِ، كُرْمى لعيونِ فلسطينَ التي أنبَتَتْ شقائِقَ النّعمانِ في فجرِها الدّائمِ والمُزهرِ بالأحمرِ القاني، حتّى تُشرِقَ شمسُ الحقِّ، وسورياليّةِ الحقيقةِ في عرينِ القضيَّةِ الّتي لمْ تنتهِ فصولُها بنظراتِكَ الوجوديّةِ المقاومةِ يا شريفَ الإنتصارِ بمنظومةِ الأخلاق الثائرةِ للسلامِ والهويَّةِ دونَ تقاعسٍ وعُنصريَّةٍ، حتّى ترى الأهدابَ مرفوعةً بيومِ البسمةِ التحريريّة لفلسطينَ الشهادةِ، الّتي سَتَستَمِرُّ بحملِ رآيةِ الحسامِ الصّارخِ بوجهِ المعتدي ومن وراءِهِ في لعبةِ الأُمَمِ الغارقةِ بهيمنةِ القوةِ واللاعدلِ!!..، كي تبتَسِمَ وجوهُ الشّهداءِ والثائرينَ من أجلِ استعادةِ الأرضِ والكرامةِ والحقوقِ العربيَّةِ المسلوبةِ من عالمِنا العربيِّ، وخاصةً حقوّقَ الشّعبِ الفلسطينيِّ الرافضِ للقهرِ الإستبداديّ في لعبةِ الأُمَمِ الّتي تجنَحُ لإذلالِ وجودِنا العربيّ من خلالِ دعمِ آفةِ التّسلُّطِ الدكتاتوريّ بكلِّ أشكاله، واستمرّيتُ يا رفيقي المقدَّم والمِقدام تتقدّمُ لتلاقي وجهَ الشّمس مع الوليد للإنضمامِ والإنسجامِ والإلتحامِ في معركةِ الإشراقِ الوطنيّ والعربيّ، لمنعِ رؤى الإنحدارِ في شتّى الحقولِ السياسيَّةِ والسياديَّةِ والإستقلاليَّةِ والحزبيَّةِ المتنوِّعةِ…
المقدّم شريف فياض إعتلى المعرفةَ والثقافةَ وانسابَ بعشقٍ نحوَ الخُطى العمليَّةِ والتنظيميَّةِ ليرتدي المواقعَ المتنوّعةَ بالجّهدِ والعطاءِ والمساعدةِ في كافةِ الحقولِ الّتي واكبَ ملفاتّها، حتَّى استطاعَ النجاحَ بمأسَسَةِ الخُطى والمسؤولياتِ لأجلِ المستقبلِ الشبابيِّ المؤتَمنِ عليه في الأطرِ الوطنيَّةِ والحزبيَّةِ، ليرى نفسهُ مندمجاً بواجبهِ الحزبيِّ والنضاليِّ، ومتوحّداً بأرقى وأسمى مدرسةٍ إنسانيّة جمعتْهُ مع ذاتهِ ووجودهِ وضميرهِ، فتكوكبَ بها ومعها لِيحمِلَها وتحمِلَهُ إلى ممرّاتِ الإستشرافِ النضاليّ الإنسانيّ الدّائمِ والثّائرِ لتحقيقِ المبتغى الوجوديّ بحمايةِ الإنسانِ وإدراكِ الإنسانيَّةِ!!..، وذلكَ دونَ حدودٍ أو قيودٍ في مجرى الإندفاعِ لهذا المعتركِ الإستمراريّ بكلِّ روافدِ الزّرعِ الباسمِ لولوجِ الأهدافِ الخيّره…
أمّا وقدْ ناديتَ التاريخَ والمستقبلَ بوحدةِ الإنصهارِ ما بينَ الطبيعةِ والإنسانِ في عباءةِ الإرادةِ المعطاءةِ بكنفِ الوجهِ المتقدّمِ نحوَ الحياةِ الهادفةِ للتطوّرِ، بعيداً عن الأنظمةِ الجوفاءِ الّتي لمْ تَعُدْ تُجْدي نفعاً في عالمِ البناءِ الإنسانيّ، وفيما خصَّ النبضَ الحياتيَّ واحتياجاتِهِ، وهذا ما أدخَلكَ بمسارِ المعانقةِ الدائمةِ للصدقِ والحقِّ والإنصهارِ مع الحركةِ والحيويّة للكفاحِ والمثابرةِ نحوَ الوفاءِ التقدميّ، من خلالِ البحثِ والتطوير والتنظيم لنستحقَّ الإندفاعَ الدّائِمَ نحوَ الوعي بشموليَّتِهِ ضِمنَ كينونَتِنا اللّامحدودة…
لكَ يا صاحبَ الرّوحِ العابقةِ بلونِ اليَاسَمِين وعِطْرهِ المتغلغلِ بأنفاسِنا الرفاقيَّةِ نقولُ: أنّنا بحلمِكَ الثوريِّ الحقيقيِّ مؤمنون.. وبصدى صرخاتِكَ التحرّريّةِ الثابتَهِ مستمرّون.. وبجوهرِ أنسنَتِكَ للمبادئِ مناضلون.. وبفرحِ قسَمِكَ المتجدّدِ مشرقون.. وبغضبِ وجهِكَ الرّافضِ للإنحدارِ والإستهتارِ والإقتتالِ رافضون.. وبإيمانِكَ المستشرفِ والباحثِ عن الحقيقةِ باحثون.. وبمعاني اسمِكَ المترجمِ لشخصِكَ ثابتون.. وبعظمةِ صبرِكَ وإنسانيتِكَ متوهجون… وبغصنِ زيتونِكَ وبأرزِكَ الشامخ متمسكون.. وبمعولِ نضالِكَ وعملِكَ وعطائِكَ مهتدون.. وبريشة سلامِكَ واستقلالِكَ وحريّتِكَ مثابرون.. وبمنظومةِ أخلاقِكَ وأدبِكَ وإرادتِكَ متعملقون.. وبمحبتِكَ لوليد الكمال راسخون.. وبعمقِ إنعتاقِكَ بالكمالِ منعتقون.. وبحزبِكَ التقدميِ الإشتراكيِّ منتصرون.. وورود السّلامِ والسّعادة لكَ وعليكَ يا شريفَ التقدُّميين الإشتراكيّين…
(الأنباء)