13 آب ذكرى شهداء وخيبة أمل

وسام القاضي

“من يتوقف عن النضال كمن يتوقف عن الحياة” قالها المعلم الشهيد كمال جنبلاط ليختصر مفهوم رسالة وجود الإنسان على هذه الأرض، إذ أن النضال الذي تحدث عنه ليس بالضرورة النضال العسكري ضد الطغيان، بل نضال الإنسان في شتى الميادين نحو مجتمع أفضل ودولة متطورة. إنه النضال الفكري والثقافي، إنه النضال الإجتماعي والإقتصادي، إنه النضال البيئي والصحي، إنه النضال السياسي الشريف المنطلق من الايمان بالوطن وليس بالارتباط بالخارج.

صحيح أن الحرب فرضت على لبنان نتيجة الصراع في منطقة الشرق الأوسط وكون لبنان البيئة الحاضنة لشتى أنواع العقائد والإيديولوجيات، ومن الطبيعي أن لا يكون قرار الحرب والسلم بملء إرادة اللبنانيين إلا أنهم كانوا الأداة والوقود على حد سواء لهذه الحرب العقيمة والمشؤومة.

لكن لا بد من توجيه تحية إلى كل من ناضل وحارب في سبيل قضيته، القضية التي آمن بها من أجل تطوير النظام اللبناني وتحسينه، من أجل وضع سكة الدولة اللبنانية على المسار الصحيح، إلا أنه وكما يقول المثل الشائع “تجري الرياح بما لا تشتهي السفن”. فاللعبة السياسية كانت أكبر بكثير من طموحات جيل من الشابات والشباب الذين قاتلوا بملء إرادتهم قناعة منهم بإحداث التغيير، فتم القضاء على أمل المستقبل لقافلة من الشهداء ضحت بأرواحها من أجل إستقامة وطن، فلا الوطن إستقام ولا الشعب حصل عل الحد الأدنى من مقومات الحياة، وتغيرت الشعارات وتبعثرت القضايا الوطنية التي رفعت راياتها في زمن الحرب، ودخلنا في آتون الصراعات المذهبية والطائفية، وأصبح الحديث عن الشهادة في الصراعات من أجل الجنة أكثر بكثير من الشهادة من أجل تطوير الوطن وحرية المواطن.

Martyrs_Square_1982

ومع دخول لبنان في السلم الأهلي، وبعد الأزمة السياسية الكبرى التي يتخبط فيها، كثرت المواضيع التي على المواطن أن يناضل من أجلها، مع إفتقاده لسلم الأولويات، هل يناضل ليجد عملاً له في وطنه في ظل مزاحمة النازحين السوريين له، هل يناضل من أجل تأمين المياه والكهرباء بشكل مستمر في ظل التكتم المستمر عن عدم إيجاد الحلول لهذه المشكلة المزمنة، هل يناضل من أجل دفع الغرامات والضرائب الغير العادلة وهو يلمس يوميا ما يجري من سمسرات وصفقات لكبار القوم عل حساب خزينة الدولة. هل يناضل للتقرب من هذه المرجعية أو تلك ليحصل عل الواسطة في شتى الأمور في ظل غياب العدالة الإجتماعية في منطق الدولة وعدم إعتماد الكفاءة في إختيار الموظفين بل الازلام والمحسوبيات.

هل من أجل هكذا وطن سقط الشهداء، هل من أجل هذه الفوضى المدمرة التي نعيشها سالت دماء الشهداء، هل من أجل أن ينعم البعض بإمبراطوريات مالية ناضل الشهداء ودمرت بيوتهم، هل من أجل أن تصبح الدولة قالب جبنة تتقاسمه المرجعيات رفع الشهداء رايات التغيير، هل من أجل إرتباط الأطراف السياسية بالخارج دافع الشهداء عن تراب الوطن.

في زمن الإحباط لا يعود هنالك مكان للنضال في عقول البشر، وهذه هي الكارثة الكبرى، إذ أنه عندما يفقد الإنسان الأمل يتحول نظره عن بعض القضايا المصيرية ويتوجه نحو إلتقاط ما يؤمن له الحد الأدنى من مقومات الحياة، ولهذا تقع المسؤولية على من يتولى بعض المسؤوليات المتصلة مباشرة مع الناس، فعليه أن يكون في موقع ثقتهم لا شكوكهم، وعليه أن يكون المؤتمن على رسالة من ضحى وإستشهد لا أن يعمل على تكريس نفسه للبقاء، وعليه أن يعمل على الجمع لا على التفرقة، وعليه أن يبقي معنى رسالة الإستشهاد في القضايا التي آمن وناضل من أجلها الشهداء أقله أمام أنظار عائلات الشهداء.

ويبقى السؤال أمام الأجيال القادمة هل المسيرة وما وصلنا إليه تستحق العناء والتضحية والنضال؟

اقرأ أيضاً بقلم وسام القاضي

كتاب مفتوح إلى السيد حسن نصرالله

ويبقى المقدم شريفاً في ذكراه السنوية

المرحلة الجديدة تتطلب تغييراً جذرياً بأسلوب العمل

عندما يرتقي التقدميون الإشتراكيون الى مستوى المرحلة

ما بين التوريث السياسي والوراثة الإقطاعية

زهرة على ضريح المعلم

قوة لبنان في حياده!

تقاطع المصالح والحسابات الخاصة

عودة الثنائيات وشد العصب!

الرقص على حافة الهاوية 

يوم الوفاء

وطن على شفير الهاوية

الجمعية العامة للحزب في ظل ما يحيط بالمنطقة من أجواء ملتهبة

الدور الوطني للحزب التقدمي الإشتراكي

التمثيل الصحيح بالعدل في حقوق المواطنين

النسبية قناع للنفوذ المذهبي المتشدد

تقسيم السلطة أخطر من تقسيم الوطن

أزمة النظام اللبناني بعد رفض المثالثة!

الإستقلال المكبَل بالإرتهان!

ذكرى ثورة فكرية في عصر التخلف والإنحدار